ومن شعره ما كتبه إلى بعض الصدور، وقد أهدى إليه كتابًا ألّفه لأجله:
[من الكامل]
جمَّعت من غرر البلاغة لمعةً ... أهديتها للكامل بن الكامل
أهديت للبحر الفرات لآلئًا ... والدُّرَّ في تيَّاره والسَّاحل
ولذاك صيحانيُّ تربة يثرب ... يهدى إلى نخل العراق الحامل
ومتى تأمَّلت النَّهار لديهم ... أبصرت كلَّ غريبة في الحاصل
/ ٢٦٤ ب/ وقبول ذلك جبر قلب مؤمِّل ... لقبوله وكياسةٌ في القابل
لا زال كهفًا للعفاة وملجأ ... للقاصدين وعدَّةً للآمل
ومن شعره أيضًا، وقد صنف كتابًا في الظاء والضاد، وأهداه إلى زعيم الدين يحيى بن جعفر، وكتب عليه: [من الكامل]
الفرق بين الضَّاد قل والظَّاء ... أهدي إلى ذي الطَّول والنَّعماء
يحيى بن جعفر الزَّعيم أخي التُّقى ... والمجد ربَّ جلاله وبهاء
فكأنَّني أهديت ما هو حفظه ... لكنَّني ذاكرت في إهدائي
جهد المقلِّ فهل رأيت أخا حجًى ... للبحر يهدي قطرةٌ من ماء
أم هل رأيت أخا سداد متحفًا ... للبدر حال كماله ...............
لكن أخو الفضل العزي محقِّقٌ ... لذوي الفضائل صورة الأشياء
[٧٣٦]
محمَّد بن محمَّد بن أحمد بن عليٍّ، أبو عبد الله الحربويُّ.
هو من حربا، من قرايا العراق. من أهل بغداد، وكان مرتبًا بالمدرسة النظامية، وكان أديبًا فاضلًا، يقول الشعر الحسن.
دخل بغداد، وأقام بها إلى أن مات يوم السبت الثامن والعشرين من ربيع الأول