سنة ست عشرة وستمائة. وكان يؤدّب بها الأمراء والأتراك/ ٢٦٥ أ/ وينوب عن النظَّار بطريق خراسان، وكان رجلًا سليم الجانب.
وهو القائل، وقد جاءه كتاب من صديق له: [من الكامل]
وافى كتابك فابتهجت مسرَّةً ... بقدومه وتضاعفت أشواقي
وكأنَّني كنت السَّليم لبعدكم ... عنِّي وكان هو الطَّيب الرَّاقي
وافى إليَّ وفيه منك هديَّةٌ ... فيه الوفا ومكارم الأخلاق
ما زلت أرعى العين بين سطوره ... في زهر روضٍ جداول وسواقي
فكأنَّني لمَّا فضضت ختامه ... لك فيه بين زيارةٍ وتلاقي
وأنشدني محبّ الدين، قال: أنشدني الحربوي، في استرضاء قومين، كان يتردد إليهما، قاله لكل واحدٍ منهما: [من الوافر]
لهم ولكم عليَّ حقوق وبرٍّ ... ومعرفةٌ تعزُّ ولا تهون
ولكنِّي إذا أنصفت كانوا ... وكنتم بينكم فرقٌ مبين
هم العين اليسار بكلِّ حالٍ ... لديَّ وأنتم العين اليمين
قال: فلم يرض أحدهما إلَّا بانقطاعه عن الآخرين، فاعتذر إليهما بأن قال:
[من الوافر]
/ ٢٦٥ ب/ ولي عينان من كرمٍ وجودٍ ... عليَّ تكاملا بصرًا ونورا
وقد أمست جفونهما مراضًا ... ولم أر نافعًا لهما الذَّرورا
دوا إحداهما في داء أخرى ... ومثلي في القضَّية لن يجورا
يهون عليَّ أن أدعى بأعمى ... ولا أدعى بواحدةٍ بصيرا
فرضي كل واحد منهما.
وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه في غلام مثاقفٍ: [من المنسرح]
قد سلَّ سيف الثِّقاف منتضيًا ... من بعده مرهفًا من النَّظر
مثاقفٌ من سيوف مقلته ... قد أصبحت مهجتي على خطر