للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما همَّ في شدَّ عقد مئزره ... إلَّا وقد حلَّ عقد مصطبري

يكاد في حفي من يثاقفه ... بالسَّيف يحصي مغارر الشَّعر

كأنَّما وجهه لمبصره ... في وجهه غيمةٌ على قمر

[٧٣٧]

محمَّد بن مطرٍ البغداديُّ.

كان عاملًا بتكريت، من قبل أمير المؤمنين الناصر لدين الله- رضي الله عنه-. وكان فيه فضل ومعرفة، شاعرًا متصرفًا؛ ومن شعره/ ٢٦٦ أ/ ما كتبه إلى شهاب الدين أبي عبد الله عمر بن القاسم التكريتي الفقيه الشافعي: [من الخفيف]

ما يقول الإمام وفَّقه الله لسبل الهدى وفعل الصَّواب

في فتًى مات عن فتاةٍ رداح ... ذي قوام بريقه كالسَّراب

ولها حقُّها من المهرعينٌ ... وكتابٌ بنسخه في الكتاب

بشهود لا ينكرون مقالًا ... مع مرِّ السِّنين والأحقاب

وله والدٌ وما كا ... ن له قبل موته والذَّهاب

من حدادٍ ولا متاعٍ نراه ... تحت حرزٍ له ولا بوَّاب

هل يجوز التماسها من أبيه ... حقَّها خالصًا بغير عقاب

ثمَّ ما خلَّف الفتى من نتيج ... بين حيٍّ بلاحق الأنساب

أفتنا أيُّها الإمام سريعًا ... واكتسب أعظم الجزا والثَّواب

فأجاب أبو عبد الله ارتجالًا على وزن الشعر ورويّة: [من الخفيف]

قل لمن ألغز الخطاب الَّذي فا ... ق وقد فاق فوق كلِّ خطاب

سائلًا عن فتًى كريم وقد ما ... ت بلا علَّة من الأسباب

/ ٢٦٦ ب/ عن فتاة إذا أتاها مريدٌ ... أخذ المهر منه من لا يحابي

وله والدٌ كريمٌ من الكرم ... له اشتقَّ اسمه في الصِّحاب

ثمَّ أم توطا لتبرز منها ... مزنة تجتلى بغير نقاب

مهرها أربعون ممن أتاها ... أو ثمانون في القياس الصَّواب

فاجتنبها وصن جنابك عنها ... فهي للقتل خدعةٌ كالسَّراب

<<  <  ج: ص:  >  >>