للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تقدّم شعر عمَّه أبي السعادات المبارك بن محمد.

كانت ولادته بالموصل في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وخمسمائة، وتوفي صبيحة يوم الإثنني ثاني جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وستمائة.

كان يتعاطى فن الترسل والشعر، ويدّعي الفصاحة في النثر؛ ذا حمق ورقاعة، كثير العجب بنفسه، متكبر على أبناء جنسه.

وخبرت عنه، أنه كان يطعن في القرآن، ويتسامح في حقِّ العلماء الأعيان، ويضع منهم، ويعرض بحمقه عنهم؛ وله تواليف منها كتاب سمّاه: ((غرّة الصباح في أوصاف الإصطباح)) ذكر ما قيل في الصبوح وأيام الربيع، وما وصفت به الخمر من طيب أنفاسها، واختلاف ألوانها وأجناسها، وما يلتئم بذلك من لطافة ندمانها، ومحاسن قيانها، ونعت الساقي، وما يوصف به من الحسن والجمال، والظرف والكمال، وأورد فيه مقطعات من أقاويل الشعراء، ورتبها على حروف/ ٢٧١ ب/ المعجم، ثم أتبع كل حرف من الحروف بشيء من شعره. وكتاب ((الأنوار في نعت الفواكه والثمار)) ذكر ما قيل في الرياحين والفواكه والأزهار، وما قالت الشعراء من محاسن أقوالهم. وكتاب: ((روضة النديم)) مجموع أشعار مرتّب أبوابًا.

شاهدته عدّة مرّات بمجلس والده وعمّه أبي الحسن علي بن محمد، ولم أكن من قبل أعلم أنَّ له شعرًا، فلما وقع الاجتماع به، سألته أن ينشدني شيئًا من شعره، فأجاب إلى ذلك، ووعدني أن يكتب لي منه جزءًا، فلم تطل به الأيام حتى انتقل إلى جوار ربّه- رحمه الله تعالى-.

ومن شعره، ما نقلته من خط يده يصف الخمر، من قطعة وأوردها في كتابه ((غرّة الصباح)): [من الكامل]

باكر بها قبل الصَّباح نديمي ... بنت الكروم وأمُّ كلِّ كريم

صفراء في حلل الكؤوس مزاجها ... من قبل كون الشَّمس من تسنيم

<<  <  ج: ص:  >  >>