ولمع بريقٍ مستطير كأنَّه ... لبعد المدى في اللَّيل قدح زناد
فيا ريح هل تلقينها بتحيَّة ... ويا برق هل تعتادها بودادي
ويا طيفها هل لي إليك وسيلة ... فتدنو بك الأيَّام بعد بعاد
وأنشدني أيضًا أبو الفتح، قال: كان ابن الدخوار، قد مدح القاضي زين الدين- قاضي حلب- فلم يجزه، وكان قد تردد إليه مرارًا فلم يعطه شيئًا، فقال فيه: وأنشدنيه: [من البسيط]
/ ٢٧٠ ب/ رددتني عنك يا هذا بلا صلة ... وقد علمت بإعساري وإعدامي
وعاد برقك عندي خلَّبا ونبًا ... قصدي فيا لسراب غرَّ بالظَّامي
يا مشبه البحر أظما ما يكون به ... السَّاري إذا لجَّ في تياره الطَّامي
تبًا لشعري أما تجدي جوائزه ... سوى التَّفكير في نقضي وإبرامي
وهكذا السَّهم ما أنهاه حامله ... للنزع إلَّا وأدمى إصبع الرَّامي
فإن سمت بك زين الدِّين مرتبةٌ ... فليس تهوى من الدُّنيا سوى السَّامي
إذ لا غناك ولا فقري فإن عظما ... بين الأنام سوى أضغاث أحلام
وله وقد استهدى بعض الأشراف مركبّا، وضمن البيت الثالث: [من الكامل]
أضحت دواتي بالبياض مناطةً ... يا ابن المشاعر والمحصَّب من منى
وامتاز خطَّي بالسَّواد لشقوتي ... فظللت أنشد في التَّضادد معلنا:
يا قلبه القاسي ورقًّة خدِّه ... هلَّ نقلت إلى هنا ممَّا هنا
وقال أيضًا: [من السريع]
في فم من أهوى وفي خدَّه ... ستَّة أنواع وأجناس
شذًا وشوٌ وطلًا عزَّرت ... بالورد والنَّرجس والآس
[٧٤٠]
/ ٢٧١ أ/ محمَّد بن نصر الله بن محمَّد بن محمَّد بن عبد الكريم بن عبد الواحد، أبو عبد الله بن أبي الفتح الشيبانيُّ الموصليُّ.