تبدو فتغدو لديها الشَّمس كاسفةً ... وينثني خجلًا من قدِّها البان
إنسيَّةٌ ما لعين بعد رؤيتها ... خوف الفراق بسحِّ الدَّمع إنسان
أقول للبين إذ بأنت ظعائنه ... وللحداة وقد سنُّوا النَّوى شان
/ ٢٦٩ ب/ رفقًا عليَّ فلي إن رمتم تلفي ... ببينها من غياث الدِّين سلطان
من مالك ما لصرف الدَّهر خيفته ... إلَّا على حائن عاداه عدوان
بحرٌ إذا هطلت جودًا أنامله ... فالبحر منحسرٌ والغيث خجلان
وإن غزا ظلَّت الأرضون راجفةً ... واستشعر الثَّقلان الإنس والجان
مؤيَّد الرَّأى والرَّايات منتصرٌ ... للنصر في نصله إن سلَّ برهان
في درعه ليث حرب كلُّ منزلة ... أضحى بها مستقرًا فهي حفان
للدِّين منه وللدُّنيا إذا انتصرًا ... يوما وغى وحجًى أمنٌ وإيمان
يا ابن الذي لم تكن تلفى خزائنه ... لها إذا قدم العافون خزان
وابن الهمام الَّذي أغماد صارمه ... لدى القرى والوغى بدنٌ وأبدن
إليك أشكو زمانًا لا يقوم بما ... حمِّلت من ثقله رضوى وثهلان
حظٌّ غدا كحضيض الأرض منتقلًا ... وهمَّه همُّها للعلو كيوان
فمن زماني بإسعادي ترى رجلًا ... لجامح الفضل إذ ناداه إذعان
فما ألم بمن وافاك منتصرًا ... كلٌّ ولا مسَّ من يرجوك حرمان
واستجلها بنت فكرٍ لا يدنسها ... تبذل فهي يا مأمون بوران
/ ٢٧٠ أ/ لها بكلِّ لسانً صان روايةٌ ... نعم وفي كلّ قلب دان ديوان
لفارسيٍّ به يبدو إذا فخرت ... قيسٌ وإن لم تلده العرب عدنان
وأنشدني أبو الفتح بن بيان بن علي الحلبي بها، في شوال سنة أربعين وستمائة، قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن يوسف بن الدخوار لنفسه: [من الطويل]
أتطمع أجفاني بطيب رقاد ... وقد سلَّمتهن النَّوى بقتاد
وآمل دهري على البين مسعدًا ... وقد عزَّ ما بيني وبين سعاد
فلا مخبرٌ إلَّا صبا كلَّما بدت ... نوافحها شبًّ الأسى بفؤادي