يا مليكا زانه جو ... دٌ وحلمٌ وحياء
والَّذي يكفي لمن نـ ... ـائل جدواه الثَّناء
والَّذي يومان دا ... ءٌ للبرايا ودواء
إصطبح دام لك الإقـ ... ـبال واجتدَّ البقاء
في نعيم لا يدانيـ ... ـه زوالٌ وانقضاء
دمها يسقي سرورًا ... إن سقى الأشجار ماء
وافن أيامك لهوًا ... قبل أن يأتي الفناء
قهوةً تذكر إسما ... عيل حيَّاه الفداء
إنَّما العيش استماعٌ ... وانخلاعٌ وانتشاء
وقال خمرية: [من الخفيف]
/ ٢٧٣ أ/ يا نديمي قد أقبل الصُّبح في الشَّرق ... وولَّت حنادس الظَّلماء
فالق ثوب الوقار عنِّي ودعني ... من ملام يزيد في إغرائي
واسقنيها حتَّى تراني لا أفـ ... ـرق بين الخضراء والغبراء
من مدامٍ أيدي المزاج عليها ... سمط درٍّ كأنجم الجوزاء
فهي شمسٌ لكن بغير مغيب ... ولهيبٌ لكن بغير انطفاء
وهي نوحيَّة الغراس فلو تنـ ... ـطق قصَّت سوالف الأنباء
أطربت كأسها فلو لم تدرها ... كفُّ ساق دارت على النُّماء
عجبًا ما رأيت والكأس تجلى ... وهي شيءٌ من أعجب الأشياء
مجمع النَّار والزُّجاج مع الما ... ء ودٌّ يدور فوق الماء
يا له منظرًا وعيشًا لو أن الله لم يبل جمعنا بالفناء
وقال أيضًا: [من مخلّع البسيط]
للروض عند الصَّباح طيب ... نمَّت إلينا به الجنوب
واستمتع الطَّرف من كراه ... فملَّت المضجع الجنوب
والطير فوق الغصون تدعو ... طاب لكم وقتكم فطيبوا
والكأس في كفِّ ذي قوامٍ ... يخجل من لينه القضيب
/ ٢٧٣ ب/ لولا لباسٌ يقيه طرفي ... لكاد من لحظه يذوب