ما سعد الوالدان فيه ... إلِّا لتشقى به القلوب
راحٌ إذا الرَّاح أبرزتها ... صبا إلى شربها اللَّبيب
لها إذا الماء جال فيها ... في قعر كاساتها وثوب
إذا سرت في عروق شخص ... هانت على قلبه الخطوب
وقائلٍ: تب، فقلت: كلَّا ... هيهات عن شربها أتوب
إذا استقام الأنام طرّا ... قل لي لمن تغفر الذُّنوب
وله أيضًا من أبيات فيها: [من الخفيف]
فكأنَّ الصَّهباء في الحسن السَّا ... في لها والحباب فوق المدام
شمس ظهرٍ في كفِّ بدرٍ عليه ... سمط درٍّ تحكي نجوم الظَّلام
وقال فيها أيضًا: [من الرمل]
باكر الشَّرب الكرام ... فاسقني طاب المدام
من كميت خسرويٍّ ... قبل أن يدنو الحمام
قهوةً عتَّقها في ... دنَّها سامٌ وحام
شجَّها أحور قد أد ... نف عينيه السَّقام
/ ٢٧٤ أ/ فاسقنيها بقنان ... بعدها طاسٌ وجام
وأدرها مترعاتً ... زانها ميمٌ ولام
فالرُّبى قبَّلها الزهـ ... ـر وحيَّاها الغمام
وجيوش الصُّبح قد أقـ ... ـبلن إذ ولَّى الظَّلام
خمسةٌ في ستَّةٍ والـ ... ـقوم عن ذاك نيام
فإذا ما زدت كأسًا ... فعلى الدُّنيا السَّلام
وقال فيها أيضًا: [من مجزوء الرجز]
طاب الصَّبوح فاشرب ... هذا أوان الطَّرب
ودع ديار لعلعٍ ... وخلِّ ذكر الربرب
من قهوةٍ صافية ... تفوق ماء السحب
صفراء مثل الياسميـ ... ـن أو كصافي الذَّهب