للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا قاتل الله الهوى كم دنف ... به معنى القلب مستهامه

عوَّضه عن عزِّه بذلَّة ... وبالهوان المحض عن إكرامه

من مبلغي إلى الحمى تحيةًّ ... عنِّي وأشواقي إلى خيامه

معرضٌ بذكر ظبي جفنه ... أعارني النحول من سقامه

إن جرَّد السَّيف فمن مقلته ... أو سدَّد الرُّمح فمن قوامه

لم أنسه وافى بغير موعد ... ليلًا وواشي القوم من نوَّامه

/١٢ ب/ فبتُّ طول ليلتي مرتشفًا ... لريقه أشرب من مدامه

فقام والنُّعاس في أجفانه ... أذياله تعلق في أقدامه

لو فهم العاذل ما فهمته ... من حسنه أقصر عن ملامه

لاسيَّما إذا بدا مبتسمًا ... فإنَّ هتك السِّتر في ابتسامه

وأنشدني لنفسه، يصف مجمرة الطيب: [من الطويل]

ومودعة كتمان سرٍّ وشت به ... وأدته ما بين النَّدامى مفصَّلًا

توهَّمتها عند الحفاظ جميلةً ... فألفيتها عند الإذاعة أجملا

تنمُّ بما فيها إذا كان ساكنًا ... فؤادًا لها نارٌ وتكتم إن خلا

تزيل بريَّاها الهموم كأنَّها ... سلوُّ محبٍّ لم يكن في الهوى سلا

وأنشدني لنفسه، وذكر أنه صنع ذلك بديهةً: [من الكامل]

كلَّمته فتكلَّلت وجناته ... عرقًا ولم ينطق لفرط حيائه

فظننت أن الورد ذاك وفوقه ... بعد الغمام بقيةٌ من مائه

وقال أيضًا، يمدح الملك الرحيم بدر الدِّين /١٣ أ/ أبا الفضائل صاحب الموصل –خلد الله سلطانه- ويهنئه فيها بشهر رجب وبالنيروز لاتفاقهما في سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، موازنًا لقصيدة أبي عبادة البحتري –رحمه الله-: [من الوافر]

(أكنت معنِّفي يوم الرَّحيل ... وقد لجَّت دموعي في الهمول)

رويدك ربَّه الطَّرف الكحيل ... فكم غادرت من دنفٍ نحيل

<<  <  ج: ص:  >  >>