للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عجبت منهم ومن تشبيه نائله ... بالبحر والفرق باد غير مستتر

ذا راكب الأمل الرَّاجي نداه على ... أمن وذاك عظيم الخوف والعرر

ثمَّ الغريب لديهم ذكر حاتمهم .. منهم بجود على العافين مشتهر

هلاَّ رأوا جوداك الهامي وقد بدرت ... كفَّاك مولاي بدر الدِّين بالبدر

وشبَّهوك بليثٍ عند سطوته ... وذاك منهم دليل العيِّ والحصر

لأنَّ أيسر عبدٍ من عبيدك لو ... رآه ليث الشرى ولَّى من الخور

وقاس رأيك أقوامٌ بقيسهم ... هيهات ليس رماح الخطِّ كالإبر

متى ادلهم ظلام الخطب في سبب ... وحلَّه منك رأىٌ وهو لم ينر

واستعظموا أحنفًا في الحلم واعتقدوا ... أن ليس مثلٌ له يأتي من البشر

وأنت احلم منه والَّذي نزلت ... في حقِّه معجز الآيات والسُّور

مولاي يا ملكًا عمَّت مواهبه ... طوائف النَّاس من بدو ومن حضر

منحتني بجواد لو أسابقه ... بالريح لم تتعلَّق منه بالأثر

رحب اللَّبان أسيلُ الخدِّ منهرت الـ ... ـشِّدقين حلو المحيَّا غير منبهر

ضافي السَّبيب كمين اللَّون محكمةٌ ... أرساغه في وظيف محكمٍ عجز

/١٢ أ/ من فوق خضر كأمثال الزَّبرجد في ... ألوانها وهي في الأجسام كالحجر

فحدتنا كزهر الرُّوض فوَّقه ... كفَّ الحيا فبدا كالأنجم الزُّهر

من كلِّ معنىً لطيف رائق حسن ... في نثر منتظمٍ أو نظم منتثر

عروس فكر إلى علياك أحملها ... من فوقه من بديع القول بالدُّرر

لازال عزُّك محروسًا بأربعةٍ ... بالسَّعد والنصر والإقبال والظَّفر

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الرجز]

تاه على العاشق باحتشامه ... واعتقد الصُّدود من إنعامه

وكلَّما طالعه بقصَّة ... يذكر ما يلقاه من غرامه

وقَّع أعلاها له علامةً ... دلَّت من الهجر على دوامه

<<  <  ج: ص:  >  >>