وما لي غير بابك من ملاذٍ ... وسابغ ظلِّ أنعمك الظَّليل
فهبني نظرةً اقتراحي ... وخوِّلني رضاك فذاك سولي
وعش كهفًا لملهوف وأبشر ... فداك النَّاس بالعمر الطَّويل
ودم متملكًا ما لاح برقٌ ... وما ناح الحمام على الهديل
[٧٤٣]
محمَّد بن نصر لله بن محمَّد بن القاسم بن نصر الله بن محمَّد بن
أبي القاسم بن عبد الله الأنصاريُّ المعروف بابن النابلسيِّ،
أبو بكر بن أبي الفتح الدمشقيُّ
كان مولده بدمشق سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
وهو شاعر ذو قدرة على نظم الشعر، كثير القول، /١٦ أ/ صاحب بديهة وارتجال. قصد ملوك الشام بشعره، من بني أيوب وغيرهم من الوزراء والأماثل، وربما أنشأ القصيدة من غير فكرة، ولم يضع لها سوداء، ولا يراجع نظره فيها، لتنقيح ألفاظها ومعانيها، وذلك لقوة قريحته.
شاهدته بمدينة الموصل وإربل عدّة مرات؛ فأنشدني لنفسه، يمدح المولى المالك الملك الرحيم، بدر الدنيا والدين، عضد الإسلام والمسلمين، سند الملّة، ملك أمر الشرق والغرب .... أتابك طغر لتكين بلكا أبا الفضائل نصير أمير المؤمنين – ضاعف الله قدرته، وأدام تمكينه ونصرته-: [من الطويل]
مكارم بدر الدِّين يشرقن في العلا ... كما أشرقت في اللَّيل زهر الكواكب
وقد حاز من دون الملوك مناقبًا ... أنافت على عد النُّجوم الثَّواقب
وإنَّ ابن عبد الله أشرف مالك ... من الصيد مشهور العلا والمناقب
فراجيه من دون البرية ظافرٌ ... بما يرتجيه من جزيل المواهب
يرى أقبح الأشياء أوبة آمل ... كسته يد المأمول حلَّة خائب
يؤمِّل نعماه العفاة ويرتجي ... إليه البرايا من جميع المذاهب
/١٦ ب/ غدا كعبةً للقاصدين فلا ونت ... تخبُّ إليها تامكات الغوارب
تراه إذا ما جئته طالب النَّدى ... جميل المحيَّا باسمًا غير قاطب