حتَّى إذا ما اليوم رقَّ رداؤه ... وأنهار جرف نهاره المتقاصر
باتت خدود شقيقها محميَّةً ... من عين نرجسها بطرفٍ ساهر
وجرى النَّسيم بها تجرُّ عليله ... ذيلاً ويخطو فيه خطو العاثر
متحمِّلاً في برده من عرفها ... أرجاً ينمُّ على شذاها العاطر
كثنا ابن أحمد ذي المكارم والعلا ... نشراً وقف نسمع حديث النَّاشر
عن ذي جبين بالبشاشة سافرٍ ... طلق الضِّياء لكلِّ ذنبٍ غافر
متبرِّع متورِّع فاعجب له ... من ذاكر من لم يسله وشاكر
حاز الصِّفات فما يشقُّ غباره ... من فاق من آت ولامن غابر
يسمو به في كلِّ يوم تشاجرٍ ... قلمٌ يطول على القنا المتشاجر
يسطو إذا ما ثار نقع مسائلٍ ... قد أشكلت بشباه سطوه ثائر
قلمٌ لجوهر كلِّ مجدٍ حارزٍ ... فالدَّهر منه مدير لحظ خازر
/٢٥ أ/ يجريه حكم أغنَّ سام داره ... عمرت على فلك السَّماء الدَّائر
سار إلى سرِّ الفخار وآسر ... ما ندَّ من مثل العلاء السَّائر
قل للمثير عجاج عجز خلفه ... ويروم معجزة بغير مآثر
أينال ما قد نال أصلع حاسرٌ ... عن ساعديه وأنت اطلع حاسر
شرف المعالي اسمع ثناءً لم يكن ... لولاك يجري خاطراً في خاطري
قد كنت صنت قصائدي في خدرها ... فأبانها مدح الهزبر الخادر
إليك أشكو جور دهرٍ زائغٍ ... بأذاه عن غير فكم هو زائري
فعساك تنجد ربَّ صبرٍ عابرٍ ... ممَّا يكابده ودمع غائر
اجبر بصنعك سؤر ما أبقاه من ... عمري زمانٌ كالعقاب الكاسر
واسعد بها يا ذا النَّدى رائيَّةً ... آنست منها كلَّ معنى نافر
أتقنت محكمها بحذقٍ صناعة ... من ذي ضميرٍ كالجواد الضَّامر
إن قال في هذي البريَّة شاعرٌ ... أختاً لها فحشرت محشر كافر
زارت على بعد المزار وخلفها ... من فرط شوقي أيُّ حاد زاجر
فانظر لنظرتها بناظر مرتضٍ ... راضٍ لها نظر الصَّفوح العاذر
لازلت تبلغ ما ترنَّم طائرٌ ... ما شئت من أملٍ بأيمن طائر