للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/٢٥ ب/ وأنشدني أيضاً لنفسه، غزل ابتداء قصيدة: [من الكامل]

حتى م أرفل في هواك وتغفل ... وإلى م أهزل من جفاك وتهزل

يا مضرماً بصدوده في مهجتي ... حرقاً يكاد لهنَّ يذبل يذبل

القلب دل عليك أنَّك في الدُّجى ... قمر السَّماء له لأنَّك منزل

هب أن خدَّك قد أصيب بعارضٍ ... ما نال صدغك راح وهو مسلسل

قسماً بحاجبك الذي لم ينعقد ... إلا أرانا السَّبي وهو محلَّل

وبماء ثغرك من سلافة ريقه ... عذبت فقيل هو الرَّحيق السَّلسل

لولا مقبَّلك المنظَّم عقده ... ما بات من يهواك وهو مقبَّل

حزني وحسنك إن لغا من لا مني ... ونحوت هجري مجملٌ ومفصل

لو كنت في شرع المحبَّة عادلاً ... يا ظالمي ما كنت عنِّي تعدل

ألحى عليك ولو درى بصبابتي ... لأراحني من لومه من يعذل

أوما العجيب أنَّ دمعي معربٌ ... عن سرِّ ما أخفيه وهو المهمل

أضحى ويا لك من بلاء هاتكاً ... سرَّ الهوى وعليه أصبح يسبل

يا آمري بسلوِّه ليغرَّني ... إنَّ السُّلوَّ كما نقول لأجمل

/٢٦ أ/ لكن يعزُّ خلاص قلب متيَّمٍ ... تركته أيدي الهجر وهو مبلبل

هيهات كلاَّ لا نجاة لمن غدا ... من جسمه في كلِّ عضوٍ مقتل

وأنشدني لنفسه في الملك الأشرف مظفر الدين، وكان معه في الخيمة، بحباب التركمان بين حماة وحلب، عند رجوعه من جهاده، وقد لسعته عقرب في كفه، فأنشأ ارتجالاً: [من السريع]

يا ملك الأرض وكهف الورى ... ومن إلى ساحته المهرب

ما لسعت كفَّك عن هفوة ... أقسم منها هذه العقرب

لكن رأته وهو سمٌّ على ... مالك لا يرقى ولا يذهب

فأقبلت تشتاق من بعضه ... باللسع شيئاً علَّها .....

<<  <  ج: ص:  >  >>