وانظر إلى أكوانه من فوقنا ... وقيامهنَّ وما دعمن بأعمد
ونرانها بكواكب كمواكبٍ ... يهدي بها الرَّحمان لبَّ المهتدي
إنَّ الصَّنائع بدؤها من صانعٍ ... إذ كلُّ تشييد فعال مشيِّد
وبوسعها يومي إلى فهم الورى ... أنَّ التَّوسُّع من وفيِّ الموعد
/٢٢ ب/ وبقهر صانعها تذلُّ ولطفه ... ببديع إتقانٍ بها وتأيُّد
وطلوعها ستًا مقابل ستَّة ... ... وسعافها عن لؤلؤٍ وزبر جد
وبشمسها وهلالها في عرضها ... ما بين منحدرٍ بها أو مصعد
وبريِّسيها المشتري وعطاردٍ ... وكبيرها زحلٍ عقيد الأسعد
وبحمرة المرِّيخ في أكنافها ... ... وبياض زهرتها البهيِّ الموقد
وبشعرييها جنبتي جوزائها ... وبجديها وسهيلها والفرقيد
وبما تجمع في الثُّريَّا عبرة ... من شبه عنقود وحقَّه عسجد
وبأنجمٍ في فيحها كمارقٍ ... تردي بشهب النَّار كلَّ ممرَّد
وبفجرها الموفي على أكنافها ... كالوجه يطلع من بجادٍ أسود
حكم تدل على حكيمٍ قادر ... وقنادل تطفى بيوم الموعد
تزري ببطليموس في أحكامه ... ... ومقاله بالظَّنَّ لا عن مسند
إن قال عقل أوَّل وجدت به ... نفس وأفلاك بغير تقصُّد
كلُّ بدا من غيره بضرورةٍ ... فالعقل يدفع ذلك الظَّن الرَّدي
إذ كل عقل فاعل عن قوَّةٍ ... ... عقلاً ونفساً بالدَّوام السَّرمد
/٢١ أ/ لو صحَّ ذلك لم تكن أفلاكها ... معلومةً كلاَّ ولم تتعدًّد
أو قال من غرب تسير نجومها ... فالحسن يقطع حدس ذاك الملحد
أو ما تراها طلَّعًا من شرقها ... ... وتغيب في حمأ وثأط حرمد
أو قال مجتمع الكواكب محدث ... ريحًا تعفِّي أثًر كلِّ موطَّد
فقد اجتمعن وما أثرن تغيُّراً ... كلاَّ وحرَّكن طاقة غرقد