نصر الله بن محمد بن بابا، أبو الفتح بن أبي بكرٍ الأسعرديُّ من أهل ديار بكر.
كان شاعراً متسعًا في القوافي، قوي النفس، طويل الباع في نظم القريض صاحب قدرة على إنشائه، سمّى نفسه "مادح الرحمن" لأنه استفرغ جميع شعره في الله- عّز وجل- والثناء عليه والتوحيد له سبحانه وتعالى. ولم يتعرض لمدح أحد من العالم البتة، وديوان أشعاره كبير الحجم.
أقام بالبلاد الشامية زمانًا طويلاً، وكتب الناس كثيراً من شعره، ورووه عنه، وسمع الحيص بيص الشاعر، ونزل دمشق وكتب عنه من شعره العماد أبو حامد محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصفهاني، وأثبت ذكره في كتابه "ذيل الخريدة وسيل الجريدة" وأورد له أبياتًا في التوحيد والزهد والاعتبار، وغير ذلك.
أنشدني الشيخ الخطيب أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل القرطبي ثم الدمشقي بها- رحمه الله تعالى- من /٢٢ أ/ لفظه- وذكر لي أنَّ جميع ديوان شعره، سمعته عليه، قال: أنشدني أب الفتح- مادح الرحمن- لنفسه، من قصيدة أولها في التوحيد- عّز جل-: [من الكامل]
عُّز توحَّد قبل كلِّ موحَّد ... وعلا بمجدٍ بعد كلِّ ممجَّد