وروَّى النَّيربين فبيت لهيا ... بغيثٍ لا يغبُّ له انسكاب
إلى الشَّرف المنيف فما حوته ... جواسق كلُّ ما فيها عجاب
معاهد لذَّتي ومقر ومقرُّ أنسي ... وإخوان بهم طابت وطابوا
ومنها:
يكاد القلب من فرط اشتياقٍ ... يطير لها كما طارت عقاب
فكم من ليلة نادمت فيها ... رشًا في مثله عذب العذاب
له من خصره فينا انعطاف ... ومن أردافه عنَّا انجذاب
أرى ما أعوزتنا الرَّاح يوما ... فريقته لنا عنها مناب
خلوت به ولا أرب سوى ما ... يطارحه من الوجد العتاب
ومنها:
وكعبة لذَّة تجلو عجوز الـ ... ـكروم لنا بها خود كعاب
بليل عاد كالبازيِّ لونًا ... بها وبراحها وهو الغراب
/٢٠ أ/ تغازلني عيون العين فيه ... ويرفع بالحواجب لي الحجاب
قصرت على الغنا ما طال منه ... إلى أن شاب وانتقل الخضاب
غنينا بالغناء عن الغواني ... ولم نلمم بما تحوي الثِّياب
وأسفر صبحنا يحكي محيَّا الـ ـ ... ـعزيز الملك أطلعه الإياب
هو الملك الجواد بما حواه ... إذا ما ضنَّ بالغيث السَّحاب
جميل الذِّكر ذو رأي سديد ... يهون به إذا فعل الصَّواب
يدلُّ عليه في الجلَّى سناه ... وهل للبدر في الظُّلم احتجاب
واروع لا يخاف هجوم خطبٍ ... عليه لا يعيب ولا يعاب
إذا ما عدَّدوا الأملاك طرّاً ... غدا ترب السُّها وهم التراب
تخرُّ الصِّيد من رهب لديه .. وتعنو حين يرتفع الحجاب
ماثر لو أردت لها حسابًا ... تقاصر عن إحاطتها الحساب
فداؤك كل ذي عرضٍ مهيب ... لراجيه وعرض لا يهاب
وهي قصيدة طويلة وهذا القدر منها كاف.