للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه- بالمدرسة البرسقية بالموصل، جوار باب المشرعة على دجلة.

سألته عن ولادته، فقال: ولدت في ثامن رمضان سنة سبع وثمانين وخمسمائة، وذكر أنه ممن يجتمع نسبه بنسب الأمير شرف الدولة أبي المكارم مسلم بن قريش العقيلي. وكان رجلا شديد صفرة اللون مائلاً إلى السمرة.

اجتمعت به غير مرّة وسألته إنشاد شيء من شعره فأنشدني كثيراً منه، إلاّ أنًّه لم يكن في ذلك الوقت فسحة مجاًل لأعلقه عنه، ثم توجهت إلى البلاد الشاميّة، وخبرت أنًّه توفي- رحمه الله تعالى-

ومما أنشدني لنفسه وظفرت به في بعض التعليقات قوله: [من الطويل]

/١٩ أ/ سلام وإن لم يشف حرَّ أوامي ... تحيَّة مشتاق ورجع سلام

سلام كما مرَّ النَّسيم بنشركم ... يضوع بوجدي ناهض وغرامي

على عيشة ولَّت بكم فكأنَّها ... بعيني وإن طالت حديث منام

ألا قاتل الله الفراق فكم رمى ... صحيح فؤاد بعدكم بسقام

وأغطش ليل الوصل بعد أبيضاضه ... وأيَّامنا محفوفة بظلام

[٨٦٠]

نصر الله بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد الواحد بن أبي الفرج بن الحسن بن عليِّ، أبو البركات الأنصاريُّ، المعروف بابن الحنبليِّ.

من أهل دمشق وأشهر بيت بها. الشيخ الفقيه الأديب.

فقيه محسوب مع الفقهاء، وشاعر معدود من جملة الشعراء، جيد المقاصد، حسن المصادر والموارد. سافر إلى بلاد اليمن واتصل بخدمة الملك العزيز أبي الفوارس طغتكين بن أيوب بن شاذي- سلطان اليمن- واختص به، واكتسب منه مالاً طائلاً ورزقاَ واسعًا، ثم عاد إلى دمشق، وتوفي بها قبل سنة عشر وستمائة.

ومن شعره فيه يمدحه سنة/١٩ ب/ ثمان وثمانين وخمسمائة: [من الوافر]

سقى بردى وواديها سحاب ... ملثُّ القطر هطَّال رباب

<<  <  ج: ص:  >  >>