للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محسن بالمسيء إن تاب قهَّا ... ... ر لذي الكبرياء ياء فهو الكبير

أحد يستلذ ذكراه ذو اللُّـ ... ـبِّ وتبيض من ثناه السطور

ملك كلَّما تعمدت مدحيه ... احتسابا يحار فيه الضَّمير

لا تداني الأوهام تكييف عليا ... هـ فكيف التَّمثيل والتَّصوير

آخذ باليدين من عثرة الدَّهـ ... ـر يداه المبسوطتان تمير

صمد أرتجيه يفرج كربي ... ففؤادي ممَّا يلاقي كسير

ماجد تدهش الخواطر فيه ... وتظلُّ الأفكار حيرى تدر

يعلم الوهم إن تحرَّك في الفهـ ... ـم وما تنطوي عليه الصُّدور

يتقيه الوجود جمعًا ومن فيـ ... ـه ويعيى عن وصفه التَّفكير

لا كمن تسلب الحوادث علياه ... فيبقى وهو المهان الحقير

واحد ماجد جواد كريم ... محسن منعم سميع بصير

أول آخر معيد مبيد ... قادر قاهر مجيب مجير

/٢٥ ب/ قابض باسط رؤوف عطوف ... ... عالم حاكم عفو غفور

يعجز العقل عن دراك تعاليـ ... ـه كما ضاع في علاه الخبير

علمه مدرك لما ذرَّ في البـ ... ـرِّ وما غمَّضت عليه البحور

عزَّ ذ الطَّول عن حياز مقالٍ ... فلجول الأفكار فيه قصور

وانثنت حيرةً وتاهت فما تحـ ... ـصي ثناء وبان فيها الفتور

من هو الذِّهن عند نعت عظيم ... خوف بأسائه الجبال تسير

فالزمن مدحه وإن مسَّك الذ ... لُّ فما دام شدَّة وحبور

قل ولا بأس إن تأخَّر وعد ... فمتاع الدُّنيا حقير يسير

فله نفحة يفك لها العا ... ني حنوّا ويطلق المأسور

فكأنِّي بجائزاتك قد جئـ ... ـن من الله والسُّرور بشير

واتَّئد ويك والثم الأرض ذلاً ... أفتدري بمن بمدح تشير

ذلك الله ذو المعارج والطَّو ... ل الَّذي لم تضع لديه الأجور

وصلاة الإله تترى على أحـ ... ـمد ما بشر الصَّباح المنير

"صلى الله عليه وسلم".

<<  <  ج: ص:  >  >>