وقال أيضًا: [من الطويل]
/٢٦ أ/ إذا أنا لم أخلص لرِّبي قصائدي ... ... فمن يخلص قلبي له أبداً قصدا
أرى الغيَّ تعظيمي سواه ولا أرى ... ... لغير ثنائي فيه نجحًا ولا رشدا
فصيَّرت تعظيمي وذلِّي بوجهه ... وحمدي ومدحي عند مولاي لي عهدا
أرجِّيه في الدُّنيا معيني وناصري ... وفي الحشر أرجو أن يبوِّئني الخلدا
جعلت غرامي في مديح جلاله ... فلم أنعت لبينى ولا سعدى
وظلَّ فمي لمَّا تلوت ثناءه ... يضوع ولا دانيت مسكًا ولا ندَّا
وحار به فهمي فأرعد خاطري ... فكلَّ ولا يحصي لأوصافه عدَّا
وأذعن عجزاً عن دراك نعوته ... وليس عليه غير أن يبلغ الجهدا
وكيف يجوز الوصف مجد معظَّم ... ... ولا حدَّ من آلاوه جازت الحَّدا
وكان ولا كون تبارك مجده ... قديما كريمًا ماجداً صمداً فردا
ولمَّا انتهى من وصف مدحيه خاطري ... وطرَّب في أوصافه وضع الخَّدا
رأى أنَّه لمَّا ارتضاه لمدحه ... حوى الطَّائر الميمون والطاَّئر السَّعدا
تعفَّر شكراً إذ حماه إلهه ... فلم يلبس المخلوق مدحًا ولا مجدا
علام أما يكفى موارد جوده ... لمن يبتغي الإرفاد يجعلها وردا
[بلى وصلاة الله ما ذرَّ شارق ... على أحمد المختار أتعبها وخدا
"صلى الله عليه وسلم"].
[٨٦٢]
/٢٦ ب/ نصر الله بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشَّيباني، أبو الفتح بن أبي الكرم الوزير الكاتب المنشئ المعروف بابن الأثير.