للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الشعراء العراقيين.

دخل بلاد الشام وامتدح ملوكها, وذوي اليسار منهم, واسترفدهم بأشعاره وكبر وأسنّ, ولم يترك قول الشعر, وانقطع باخرة إللا صاحب حماة الملك المنصور أبي المعالي محمد بن عمر بن شهنشاه بن أيوب, وبها توفي [في الخامس عشر من شوال سنة سبع وثلاثين وستمائة]. (١)

وكان عنده تهوس وخفة تدل على ذلك ما أخبرني من أثق به, أنه كان إذا امتدح رجلا بقصيدة يعنون على رأسها المملوك نصر الله بن نصر الله الهيتيّ, ثم يخالف /٤٤ ب/ الاسم ويكتب على قصيدة أخرى المملوك أبو الفتوح بن أبي الفتوح بن أبي الفتوح, ومرة المملوك نصر الله بن أبي الفتوح بن نصر الله, وتارة أب الفتوح بن نصر الله بن أبي الفتوح الهيتي.

وكان يتعاطى الفصاحة في مقولاته وإنشائه, صاحب منظوم ومنثور. يذهب في إنشائهما مذهب أبي الفتح البلطي. وكان يصنع أبياتا من الشعر جميعها معحمة. وقصيدة خالية من الإعجام, وغير ذلك من هذه الفنون ما تركه أولى من تدوينه. وكانت ولادته بهيت في عاشر محرم سنة خمس وسبعين وخمسمائة.

أنشدني الشيخ الأجل العدل السعيد بهاء الدين أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن سعيد بن يحيى بن الخشاب بحلب من لفظه-رضي الله عنه- قال: أنشدني أبو الفتوح نصر الله بن نصر الله, بن نصر الله, أبو الفتوح الهيتيّ لنفسه بحلب يمدح الملك الظاهر غياث الدين أبا المظفر غازي بن يوسف بن أيوب بن شاذي-رحمه الله تعالى-: [من الخفيف]

/٤٥ أ/ ضحك البرق إذ بكى الإبريق .... ثمّ جاد السّحاب والرّاووق

وتغنّت ورق الحمائم حتّى ... اطرب البان بينها التصفيق

كلّ ورقاء في الأصائل يخفيـ ... ـها عن ناظريها غصن وريق

<<  <  ج: ص:  >  >>