وجاري دموعي في المآقي موظّف ... وراتب وجدي في البواقي مخلّد
/٤٨ أ/وتصفير جسمي منه تقطير أدمعي ... لذلك انفاسي جوى تتصعّد
بنفسي شمس لو رأيى النّاس حسنها ... تحققّت أن الجمع يسبيه مفرد
لها وجنة كالورد حمراء من دمي ... وخّد كما شاء الجمال مورّد
وفي الخّد خال مشرف تحت ناظر ... على عامل لولا الّتقى كان يعبد
لها القّد غصن ماس في دعص رملة ... أقلّ هلالا بالخطى يتأوّد
وللشّافعي الرّدف منها مثقّل ... وللحفنّي الطرف منها محدّد
فلو جبرت من كسر قلبي بوصلها ... مقابلة بالعود والعود أحمد
لقبّلت ثغرا كاللآلئ منظّما ... به الرّيق شهد والأراكة تشهد
فما الخاسر المغبون إلّا من اشترى ... به غيره وهو الجمان المنضّد
وما القاعد المفتون إلا أخو الهوى ... وما القائم المهديّ إلّا محمّد
وأنشدي أيضا من لفظه، قال: أنشدني نصر الله بن أبي الفتوح بن نصر الله الهيتي لنفسه: [من الوافر]
/٤٨ ب/ عصاني طائع الطّرف العصيّ ... فصرت فداء نرجسه الجنيّ
لأمتحنّ صبري عن شتيت ... يظمّيني بلا ريق شذيّ
فلا يسقي ويشفي حين يجفو ... ولا يصفو لأّي هوى غزيّ
سيذكر خلّة لأخ ودود ... مصون سرّه شكل زكيّ
فكم يقضي ويظلم وهو لاه ... ويعقل عن مطيع هوى وفيّ
وأنشدني أيضا، قال: أنشدني نصر الله الهيتي قوله في الغزل: [من الطّويل]
غزال له خال شذاه أظنّه ... جني شقيق يقتضيه ضياء
خلوت به صبحا وزاد تعرضا ... وكلّ غزال عزّ فهو رخاء
جثا ضاحكا يسقى سلافا فقال لي: ... أخصّك حثا فالسّلاف شفاء
وأشهر شمسا من مدام وضوؤها ... يلازمها إن صار منه سماء
يظلمني والكامل الملك عاطف ... ولا غيّ فيما قاله العلماء
وأنشدني قال: أنشدني لنفسه: [من الكامل]