ومن العجائب أنّ آساد الشرى ... تعنو لسرب في الفلاة نوافر
لا تخدعنّك بالوعود فطالما أخلفن إخلاف الملول الغادر
إنّ الظباء وإن تقادم عهدها ... وأتت بحسن بواطن وظواهر
لتمجّ أريّا من نيوب أساود ... وتسلّ تبرأ من جفون محاجر (١)
[٨٦٥]
نصر الله بن هبة الله بن عبد الباقي بن هبة الله بن الحسين يحيى بن عليّ، أبو الفتح بن أبي العز الكاتب الرسائليّ المعروف بابن بصاقة وبزاقة وبساقة كلّ يقال، الغفاريّ الكنانيّ (٢).
ولد بقوص (٣) تقريبا في سنة ثمانين وخمسمائة (٤)، ونشأ بمصر واستظهر القرآن العزيز، واشتغل بالأدب على جماعة من الأدباء بمصر والشام، وقرأ على الشيخ العالم أبي اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، وخدم في دولة الملك المعظم شرف الدين عيسى بن أبي بكر بن ايوب – صاحب دمشق وبعده لولده الملك الناصر داود كاتب الإنشاء /٤٩ ب/وتقدّم عندهما، وارتفع شأنه، وعلت منزلته.
ورأيت من يثني على فضله وصناعته في الكتابة وقوانينها، ويقول: هو أكتب اهل زمانه بلا مدافع، واعرفهم بالقواعد والإنشائية وأجودهم ترسّلا، وأحسنهم عبارة،