للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني لنفسه لغزا في القلم: [من الطويل]

وما ناقص بالنّقص صار مذكّرا ... وكان له التأنيث وهو متمم

عجبت له يزداد فضلا بنقصه ... فيصبح عمّا في الضمير يترجم

ويفهم ما يوحى إليه مسارعا فيعرب عنه وهو أطرش أبكم

ويسعى إذا استسعيته وهو مطرق ... لغير حياء لابس وهو محرم

شعار بني العباس أضحى شعاره ... وليس له ... خراسان مسلم

صموت إذا امسى سليما لسانه ... نطوق إذا أجررته متكلّلم

والكن مهما حطّ عنه لثامه ... ولكن فصيح عندما يتلثّم

ترى باقلا منه إذا كان حاسرا ... وتنظر قسّا منه وهو معمم

وإن عبته بالجّهل فألمّ بأنّه ... مع الجهل ... بشرب الماء أعلم (١)

تحلّيت في إظهاره وهو مضمر ... وحمت على إيضاحه وهو مبهم

فلم أبده بالذّكر إلا مصحّفا ... لعلمي وإن لم أبد أنك تفهم

/٥٣ أ/ وكتب إليه بعض أصدقائه من الشام. وكان أبو الفتح قد سافر إلى البلاد العراقية، وأقام ببغداد وانقطعت أخباره بها يتشوقه ويحثّه على المجيء إلى البلاد الشامية بهذه الأبيات: [من الطويل]

وذي عزمات لا تكلّ سيوفه ... وإن صار لا يخشى الردى في المنازل

وإن لاح برق من بريق سيوفه ... فمن بعده رعد كثير الزلازل

وقال وقد طالت عليه سنونه ... وما عاش إلا بالعوالي العوامل

{إذا جاء نصر الله والفتح} عاجلا ... وعاينتنا بين القنا والقنابل (٢)

فإنّي أثير الحرب من كل جانب ... وأظهر فعلي في العدا والعوازل

فأجابه أبو الفتح بهذه البيات على الوزن والقافية: [من الطويل]

/٥٣ ب/ أتاني كتاب منك يا ذا الفضائل ... فليس له في حوزها من مماثل

فشبهته لفظا وخطا تسمّحا بسمط اللآلئ أو بروض الخمائل

<<  <  ج: ص:  >  >>