للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأركب متن النهر عزا ورفعة ... وفي موضع الأقدام لا يوجد الرّاس

فلا زال معمور الجناب وبابه ... يغضّ وحافي أفقه الدّعر أعراس

[٨٦٩]

نبأ ابن أبي غانم بن حسين بن عبد السيد، أبو المعالي، المعروف بأبي الزعفراني اليهودي.

من اهل حلب، ومن اربابها المتصرّفينفي الأعمال السلطانيّة. وقد خدم متصرفا في ديوان حلب سنين متعددة. وكان أعرف أه لملته بالتصرّف وعلم القوانين الديوانية، ورسوم القواعد الحسابية، والاطلاع على غوامضها.

وكانت وفاته في يوم الإثنين خامس رجب سنة خمس وثلاثين وستمائة. وكان مولده في سنة تسع وسبعين /٦٩ ب/ وخمسمائة.

وكان حسن الخط، شاعر متوسط القول، ينظم أشعارا كثيرةفي فنون متعددة. وكانت به لكنة في لسانه، وإذا أراد أن يعبر عن ما في ضميره عجز ولم يستطع إداء ما فيه، وله أرجوزة طبّية سماها "تذكرة اللبيب وتبصرة الطبيب"، وعمل أرجوزة نحويّة لقبها "سنن الإعراب في سنن الأعراب". وامتدح الملك الظاهر غياث الدين غاري بن يوسف بن أيوب – رحمه الله تعالى -.

أنشدني أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد المولى الحلبي بها الكاتب المنشئ من لفظه، قال أنشدني أبو المعالي نبأ بن ابي غانم بن حسين بن عبد السيد بن الزعفراني لنفسه: [من الخفيف]

رق قلب العدو ممّا أقاسي ... ورثى لي وأنت قلبك قاسي

يا بديع الصّفات غير بديع ... هل تجازي مودّتي أو تواسي

ما على من تملّك الناس رقّا ... لو رعى في الهوى قلوب النّاس

رشا لو رآه يوسف أضحى ... لهجا بالغرام والوسواس

/٧٠ أ/ لا تقس حسنه إلى يوسف الحس ... ن يمينا ما بينهم من قياس

حبذا حبذا زمان تقضّى ... في هوى نجل قيصر البانياسي

بلحاظ كأنها أسد غاب ... خدرت في جفون ظبي كناس

<<  <  ج: ص:  >  >>