للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما انا فعندي الجلوس في بيت المجوس، بل القعود في حش اليهود، بل لبوس أثواب المحن بالجلوس على أبواب الشجن، أهون من الإغضاء على فضائح القضاء، والهجوع على الجوع، أو القناعة بالقنوع، أو الزراعة بالدموع خير من ضروب الرّشا وإن هي ثروب، وكثبا فالدّرّة في في نحر الأمة ضائعة، والحرة لا تأكل بثدييها وإن هي جائعة، لاسيما حيث درهم الوقاحة أروج من دينار الفصاحة، وهراش الوكلاء أرجح وأنجح من قماش / ٦٨ ب/ الفضلاء والكلاب جياع، والضّياع إلى ضياع، وسحاب الحق خلّب، وغلب الباطل غلّب، وتدمي الأنداء بأنامل الحلب، والمحب يشقى بكل حوّل قلّب، وسوق العالم إلى الكساد، وأساس الأمر على الفساد، وأملاك المسلمين على المزاد، وأموال اليتامى نهب، وحقوق الأيامى سلب، والحمير تمعر، والجحيم تستعر: [من خفيف]

في قضاة من الصواب قضاة ... وعدول عن الصلاح عدول

فوقاك الله شر ذلك اليوم، وضرّ ذلك القوم، وجعل لك مخرجا من حيث لا تحتسب، وأعاذنا وإياك من القرار مع الأشرار، وضم الأزرار على الأوزار، وكشف الإزار عن العوار، وجعلنا من الأتقياء الأبرار بمحمد النبي وآله الأخيار".

ورسائله كثيرة، والذي اورنا منها كفاية وغنى.

[٨٦٨]

ناهض بن إدريس الوادشّي.

ينسب إلى واداش من اعمال غرناطة.

كان شاعر قطره، أشعر من ذكر عصره، يقول في السيد أبي يحيى: [من الطويل]

ألا حبذا القصر الذي ارتفعت به ... على الماء من تحت الحجارة أقواس

هو المصنع الأعلى الّذي أنف الثرى ... ورفّعه عن لثمه المجد والباس

<<  <  ج: ص:  >  >>