المعروف بابن المرصص الشاعر بحلب, قال: أنشدني أبو القاسم هبة الله بن سناء الملك لنفسه في غلام جميل حضر حومة الشلاق فأصابه فأصابه فكسرت أسنانه (٢): [من الخفيف]
نثر الدّهر عقد ثغر حبيبي ... فدموعي عليه تحكي انتثاره
كلّ سنّ كالأقحوانة كانت ... فغدت بالدماء كالجلّنارا
كان في حومة الشّلاق وما كا ... ن بعيدا في جملة النّظّارة
فأتته الأحجار شوقا وزارتـ ... ـه فلا مرحبا بتلك الزيارة
ما كفتنا تلك الملاحة منه ... وأرانا ملاحة وشطارة
كيف ينسى الفؤاد حبّ حبيب ... حسدتني عليه حتّى الحجارة
/١٠٨ ب/ وقال في صديق له كيّس: [من السريع]
لي صاحب أفديه من صاحب ... حلو التأنّي حسن الإحتيال
لو شاء من رقّة ألفاظه ... أصلح ما بين الهدى والضّلال
يكفيك منه أنّه ربّما ... قاد إلى المهجور طيف الخيال
ومن بديع قوله في وصفة الخمر: [من الطويل]
عروسكم يا أيهاّ الشّرب طالق ... وإن فتنت من حسنها كلّ مجتلي
دفعت لها مالي وعقلي معجّلا ... فقالت: وجنّات النعيم مؤجّلا
وقال في المجون: [من السريع]
يا ربّ علق قال لي: مرّة ... يا هاجري ظلما ولم أهجر!
معتزليّا صرت قلت: اتئد ... واعتب على مبعرك الأشعري
وقال: [من الطويل]