للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واشفع بسائر برئه ثمّ انظروا ... بحمد الصّليب به وبشر المصحف

حاشاك من صرف الزّمان فإنّه ... بك للأعادي ماله من مصرف

وقال وهو بالشّام يتشوّق إلى الدّيار المصرية (١): [من البسيط]

/١١١ أ/ يا منية القلب لولا أن يقال سلا ... قلت: ما كنت أعصي القلب لولاك

رميت من مصر قلبا بالشّام فما ... أسراك سهما إلى أحشاء أسراك

أسرفت في الصدّ إذ أسرفت فيك هوى ... فالعذل والعدل ينهاني وينهاك

نأيت يقظي وقد ألقاك هاجعة ... وفي الحقيقة أنّي لست ألقاك

كم صاد طيفك طرفي بعد هجعته ... فالجفن فخي والأهداب أشراكي

ردّي ودائع لثم جئت أطلبها ... ما كان أوفاك إذ أودعتها فاك

نشوان لم أدري من لهوي ومن طربي ... أمن محيّاك سكري أم حميّاك

وإذ جمالك قد أودى جميلك بي ... وبالتّعطّف قد أعلاك عطفاك

وإذ مغانيك بالأنوار زاهية .... حتّى لقد خلت في مغناك معناك

رحلت عنكم وقد أولعت بعدكم ... فما بذكرك أو قلبا بذكراك

وما أظنّ ونار القلب مسكتكم ... بأنّني فيه قد أكرمت مثواك

فما مررت بربع كان ربعكم ... إلاّ ظننت صداه أنّه شاكي

وقال أيضا, وكان قد جلس في بستان له /١١١ ب/ واستوحش من بعض أصدقائه (٢): [من الطويل]

جلست ببستان الجليس وداره ... فهيّج لي مما تناسيته ذكرا

وسقّيت جم الكأس ساعة ذكره ... فلم يستطع من ليل همي من مسرى

فيا ساقي الكأس الّتي قد شربتها .... رويدك إنّ القلب في أمّة أخرى

ويا أفق لو كان الحبيب مضاجعي ... لما سألتك العين أن تطلع البدرا

ولو وصلت سود اليالي بشعره ... لما خشيت من غير غرّته فجرا

<<  <  ج: ص:  >  >>