وهي إذا أبصرها مبصر ... حديد طرف راح عنها كليل
يا غلّة المهموم يا جلدة الـ ... ـمحموم يا زفرة صبّ نحيل
يا قرحة المشرق عند الضّحى ... وسلحة المغرب عند الأصيل
أنت عجوز لم تبرّجت لي ... وقد بدا منك لعاب يسيل
وأنت بالشيطان قربانة ... فكيف تهدينا سواء السّبيل
وقال أيضا: [من الوافر]
أما والله لولا خوف سخطك ... لهان على محبك أمر رهطك
ملكت الخافقين فتهت عجبا ... وليس هما سوى قلبي وقرطك
وهذه فصول من كلامه المنثور ومنه:
"كتبت وأنا أحمد الله الذي أحمده لأني أحمده, وأشهد لأنّي أشهده, وأعترف له بالعبودية لأني بالربوبية أعرفه وأصفه, ولا أحيط بشيء منه حين أصفه.
أنعم عليّ متفضّلا /١١٤ أ/ وتفضل علي منعما, وأنقذني من ردى, وبصّرني من عمى, ووفّقني وخلقني لينفعني ونفعني لمّا خلقني, وأوردني إلى الدّنيا على بر تقدّمي, ولطف سبقني. ووطأ لي أكناف النّعم, وثنى لي أعطاف الهمم, وعلمني ما لم أكن أعلم, وكفاني قبل القول أن أفحم , وبعد القول أن أندم, وفضّلني على كثير, وجعل عنايته بي ظاهرة التأثير: [من البسيط]
وقال أيضا في ذكر دولة ورثها:
دولة ورّثها الجدّ السّعيد, وخولها الدر القهر, ومنحها الصر النصر, فركعت لها الأمم, وسجدت لها الدّول, وزالت بها الغمم, وانزاحت بها العلل, وقام بها مائل الملّة, وضحك بها مقبل القبلة,