وخطب بفضلها الأخرس, فطن لها الأبله, ووضحت بها لمن تهين البراهين, ولمن تديل الأدلة/١١٤ ب/ وتمسكت ولكن بالدين, واعتصمت ولكن بالله, سلطانها له من الله سلطان, وأعوانها لها من النّصر اعوان, وسيرته الفاضلة قد سارت بها الركبان, ولكن على العقبان. فالإسلام من طلقائه , والإيمان من عتقائه, والكفر يجاهره ولكن باتقائه, والشّرك به واقع في شرك انخفاضه وبعد ارتقائه, وعساكر تجعل الصّباح مساء يوم العرض, وسيوفه تجرّ في الأجسام البسط والأرواح القبض, ورماحه تكاد لطولها تمسك السماء أن تقع على الأرض: [من الطويل]
فلو رام برجا في السّماء لما عصى ... عليه وقرنا في السّحاب لما نجا
فصل في دعاء:
"خلّد الله ملكه, وأبد فتكه, وأعزّ جنده, وأذلّ ندّه, وزيّن دولته بالسعود, ومملكته بالصعود, وجعل ضده المكتوب, مجده المسعود, ونصب مقامه قبلة تقابلاها ملائكة السماء بالسلام, وملوك الأرض بالسجود ولازال محمّر الظّبي, مخضّر /١١٥ أ/ الرّبى, جالسا والأنام في خدمته قيام, ساهر العزائم وملوك الأرض عنها نيام, منصفا بعدله الكرام من الأيام اللّئام, سابقا بسيفه كلام الأعداء فإن حربه أولها كلام, وإن الحرب أولها كلا: [من الخفيف]
كلّما قيل قد تناهى أرانا ... كرما ما اهتدت إليه الكرام
فصل في دعاء الوزير:
"مولاي ورئيسي, وزير تسعى الملوك ببابه, وتستضيء بشهابه, وتستقي بسحابه, وتدفع خطوبها, وتستمد النصر لكتائبها من كتابه. ونستهدي الإصابة لسامها من صوابه, وتجني فضله صنوانا