للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وواو وكاله وّكلت فيها ... بسوء الظّن من كلّ الصّحاب

وإن رمت الثّواب وحسن فعل ... فما فيها لعمرك من ثواب

تصّبر واعتبر إن كنت طبّا ... بما قدّ حلّ بى ولسوء ما بى

نصحت فمأ رايت النّصح يجدى ... ومن قّد خان ممنوع الجواب

أرى حبسى وبالا ليس فيه ... سوى إثم تضاعف في الرّقاب

/١٢٦ أ/أيا مولاى دعوة مستغيث ... إلى ربّ السّماء من العذاب

ومن سجن تجمّع فيه حولى ... أناس في التهارش كالكللاب

فإن عاشرتهم دنّستعرضى ... وإن جانبتهم بزّوا ثيابى

ونحن بجمعنا في قعر لحد ... موات فاتنا طم التّراب

إذا اشتدّ الهجير بهـ علينا ... يسيل صديدنا سيل السّحاب

وإن جرت النّسيم تجرّ فيها ... روائح في المعاطس كالحراب

وقد تغدو النّفوس بها سكارى ... يميل بها ولا سكر الشّراب

تعجّل ما تأجّل من عذاب ... فكيف وما أى يوم الحساب؟

فبتّ معاتبا دهرا رمتنى ... نوائبه وما يجدى عتابى

أقول له ودمع العين يجرى ... كما وهت العقود من الكعاب

اتقصدنى وقّد الجأت ظهرى ... ولذت بظلّ ممنوع الجناب

عنيت النّاصر المنصور عضدى ... خليفة احمد كأبى تراب

إماما يملأ المحراب زهدا ... وفى يوم الكريهة ليث غاب

فأوجس خيفةّ دهرى وطابت ... مذاقّته وكان كطعم صاب

/١٢٦ ب/ وقالوا وقد لجأت إلى جناب ... تلين لبأسه كل الصعاب

فيا خير البريّة لا أحاشى ... ويا خير الآنام ولا أحابى

بمن أدنى النبىّ بقاب قوس ... واظهر دينه بعد احتجاب

وطهّرمن كل رجسّ ... وانت من السلالة واللّباب

اغثنى إنّنى بك مستجير ... لتنقذنى من الظّلم العجاب

فلو أنى استطعت شرحت ما بى ... وما عند الرّعيّة من شغاب

بقيت على الرّعيّة في سرور ... ودمت لها على مرّ الحقاب

<<  <  ج: ص:  >  >>