للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأهيف خاطرت بالصّبّ خطرته ... تثنى الغصون عليه في تثنيّه

سقت غوادي حياه غصن قامته ... خمرا فما فيه من سكر فمن فيه

وقام يجلو حميّا ثغره فغدا ... كأنما كأسه بالنّور كاسيه

أعار للّيل سربال النّهار كما ... أعاره اللّيل فرعا من دياجيه

جلّ الذي في قلوب الخلق صوّره ... أفديه من مفرد في الحسن أفديه

فليس خاطبه يوما يخاطبه ... فيما يروم ولا حاويه حاويه

سرى إلى كلّ قلب سحر بابله ... يصيد باللّحظ مهما رام راجيه

وكلّما مات سكرا عن لواحظه ... يعتاده ويحيّيه فيحيّيه

يا غارس الورد فوق الخدّ يتحفه ... مهلا فجانيه بالتّسهيد جانيه

أفتاك حسنك يا فتّاك في دمه ... فمن لحسنك بالإحسان يفتيه

يا منزلا قصر الأيّام من زمني .. . عهدا بطول نواحي في نواحيه

وأنت يا سعد إيه عن محاورتي ... في الصّبر عنه وفي وجدي به إيه

/١٣٢ ب/ كيف السّبيل إلى الصّّبر الجميل به ... والوجد في مهجتي يا ويك يأويه

هذا فؤادي وهذا الوجد ساكنه ... يا ميّ ساليه بي إن كنت ساليه

[٨٩١]

هبة الله بن محمد بن هبة الله بن منصور بن أبي سعد بن الحسن بن منصور, أبو الكرم القصّاب, الشيرازي الأصل, الموصلي الولد والمنشأ.

المعروف بابن الدانش مندو, ومعنى هذه اللفظة وتفسيرها إمام القوم وخطيبهم.

شاب وقد خطه الشيب, ضعيف العينين. شاهدته بحلب في أواخر رمضان سنة خمس وأربعين وستمائة, وأخبرني أنه ولد سنة تسع وتسعين وخمسمائة بالموصل, وذكر لي أنه حفظ الكتاب العزيز , وقرأ طرفا من العربية على الأديب أبي العباس أحمد بن الحسين بن أحمد بن الخباز النحوي الموصلي.

وجاش خاطره بالقريض ونظم منه أشياء حسانا في فنون متعددة وأغراض يستطرفها ذوو الآداب تصدر عن طبع حسن وقريحة مطاوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>