غدا راكبا لون خدّ له ... بنيرانه تهتدي القابس
يجرّ ذؤابته خلفه ... كما جرّ ذابله الفارس
وأنشدني أيضا أبو المجد أسعد بن إبراهيم الكاتب النشّابيّ الإربلي بها, قال: أنشدني أبو البركات بن شكر المصري لنفسه في غلام جميل كان واقفا في خدمة الملك الأشرف موسى بن أبي بكر بن أيوب-رحمه الله تعالى- فجازت الشمس عليه فاستتر منها, فأنشد بن العصار المصري مرتجلا: [من البسيط]
/١٣١ ب/ وغصب بان قلوب النّاس قاطبة ... منه على خطر إن ماس أو خطرا
بدا فأبدأ أعلاه لنا قمرا ... فيه من الحسن ما للعقل قد قمرا
هو الغزال ولكن قد عجبت له ... من الغزالة مذ زارته إذ نفرا
وظلّ محتجبا عنها ومستترا ... منها ونوراهما للنّاس قد ظهرا
فقلت: حسبك لا يخشى اجتماعكما ... فالشّمس لا ينبغي لها أن تدرك: القمرا
[٨٩٠]
هبة الله بن محمد المجدي.
الذي يغلب على الظن أنّ هذا الشاعر من أهل الديار المصرية.
صار إلي من شعره هذه القصيدة يمدح بها بعض الرؤساء: [من البسيط]
هبوا المعن! ى بليلى من يعانيه ... تلطّفا بلطيف من معانيه
ولا تلوموه في وجد يكابده ... ففي تحلّيه من يهوى تحلّيه
دعوه يروي حديثا عن شمائلها ... فكلّ ذي ظمأ يرويه يرويه
كم من مشوق ينادي في ركائبها ... بخاطر ضلّ في تشديه شاديه
بما بجفنيك من أمن ومن وجل ... سريّ الصًبابة عن قلبي يسرّيه
بأسهم سلبت بعض الأنام قوى ... غضّي عن البعض هذا الطّرف غضّيه
/١٣٢ أ/ وكلّ قفر فؤاد موحش سدف ... متى تحلّيه يا ليلى تحلّيه
وما لمن شفّه داء الغرام سوى ... وصل يعافيه أو هجر يعفّيه