يميت الهموم ويحيى النّفوس .. ويبقي السّرور وينفي الكرب
تقول أعاجم أوتاره ... أقاويل تخرس فصح العرب
فتحريكها سكنات الأسى ... وتسكينها حركات الطّرب
وأنشدني أيضا, قال: أنشدني أبو البركات ابن العصار قوله: [من الرجز]
/١٢٠ أ/ فلا ترى في النّاس إلاّ شاكرا ... لجوده شكر الرّياض للمطر
ألسنهم صلّت لآي جوده ... في قبل الأفواه يتلوها سور
وأنشدني أيضا قال: أنشدني أبو البركات بن شكر, وكتبها إلي: [من الوافر]
أنا اتفقت كنانا فالمعالي ... قد اختلفت وأنت أجلّ قدرا
فإنّ محمدا من لم يكنّى ... بكنيته جميع النّاس طرّا
قال: فكتبت إليه جوابها على الوزن والروي: [من الوافر]
إن اختلفت كما قلت المعالي ... فإنّك ربها المشهور قدرا
إذا النّعمى حباك بها ابن شكر ... فكيف تطيق أن توليه شكرا
وأنشدني أيضا أبو الفتح محمد بن بدل بن أبي المعمر بن إسماعيل التبريزي بإربل لنفسه , ما كتبه إلى بعض الرؤساء. وكان قد أمّ وأبلّ من الحمّى وأحسن في قوله: [من البسيط]
شفاك للنّاس أحيا ميّت الأمل ... من بعد ما باتت العليا على وجل
قالت: معاذيرها الحمّى فقد قصدت ... فخرا بجسمك حاشاه من العلل
هبني عكاشة في ذنب أتيت به ... وخاتم الجود هذا خاتم الرّسل
رامت فخارا كما رام النّجاة وقد .. تنال قاصية الأغراض بالحيل
وأنشدني أيضا, قال: أنشدني أبو البركات بن شكر, له في غلام مليح الصورة ذي ذؤابة طويلة راكب فرس أشقر: [من المتقارب]
/١٣١ أ/ وأسمر في جفنه أبيض ... لروضة وجنته حارس
ينبّه منّا عيون الهوى ... لعشقته طرفه النّاعس