كم راينا من ظلام شامل ... عقّ عقباه ضياء فوضح
وضياءا ظاهرا مشتهرا .. جاءه جنح ظلام فجنح
هي دنيا لا نبالى هاجيا ... ذمّها او مادحا يوم مدح
فثقوا بالله فالحكم له ... وله ما عاب منها وصلح
/١٢٩ أ/ وكلوا الأمر إليه تسلموا ... فمن استسلم حقّا يسترح
أيّها المدئب حرصا نفسه؟ ؟ يجمع المال بتقدير وشح
كم وكم هذا التّغنى غلطا ... والتّمنى لأمور لا تصح
فاقتصد واسع برفق واتئد ... واستع قول صدوق قد نصح
فلك البلغة فاسألها وإن ... شئت فاسأله سؤال المقترح
وله الشّكر فمن شاء اذا ... منع الفضل ومن شاء منح
وقال أيضا في التجلد والإصطبار، وكان قد مرض: [من الكامل]
الم المّ وعارض عرضّت به ... أسباب حظّ في الحضيض مقيم
يا ويحها أنّى رأتنى سالما ... ومتى استقمت وكنت غير سقيم
فليجهد الدّهر المعاند جهده ... ابدا ولو بلغت الحلقوم
وهذ الذى وقع إلىّ من أشعاره.
[٨٨٩]
/١٢٩ ب/ هبة الله بن محمد بن شكر، أبو البركات المصرىّ، المعروف بابن العصّار.
شاعر عصرنا ومجيده، مالك عنان القريض كيف ما شاء يقوده، رائق الشعر مصقوله،
يبدع فيما ينشئه ويقوله، أحكم الناس لوشى الكلام رقما، وأتقنهم لجواهر الألفاظ والمعانى نظما.
سمعت الصاحب الوزير شرف الدين أبا البركات المستوفى- رضى الله عنه- يثنى
عليه ويصف فضله ويقرّظه، ثم أنشدنى له، : قال: أنشدنى أبو البركات لنفسه يصف عوّادا:
[من المتقارب]
في وقته وآيته ... إن شدا ... أو ضرب