[٨٨٨]
هبة الله بن علىّ بن عيشى بن المقلّدين بى علوىّ، أبو المعالى بن أبى القاسم النيلى.
كانت ولادته بالنيل ثالث عشر صفر من ستة أربع وستين وخمسمائة، وعاش /١٢٨ أ/ إلى قريب سنة عشرين وستمائة.
كان عاما فاضل يترامى إلى علوم الحكمة وأصنافها، وله معرفة باختلاف المذاهب
والأديان وأقاويل الحكماء وارباب المقالات. وأنشأ رسالة نظما ونثرا سماها"القاصمة القاصلة والفاصمة الفاصلة"، وصنع رسالة أخرى وسماها بـ"المذهبة الكاسفة’ لمذاهب الفلاسفة"، عملها ردا على فلاسفة يونان وأصحاب المنطق وإبطال أقوالهم، وكشف ما ستروه من العقول، وقال أشعارا في المواعظ والزهد والاعتبار وما يجرى مجرى هذه الفنون.
أنشدنى الصاحب الوزير شرف الدين أبو البركات المستوفى الإربلى بها-رضى الله عنه-قال: أنشدنى أبو المعالى النيلى لنفسه: [من السريع]
يارّب هذى القدرة القاهره ... والحكمة البالغة الباهره
يارّب ذا اللّيل الّذى قد سجا ... ورّب هذى الأنجم الزّاهره
يا منشئ الخلق كما شاءه ... ويا معيد الّرميم النّاخره
/١٢٨ ب/اسألك الأمن غداه اللّقا ... إذ تجمع العالم بالسّاهره
والعفو عنّى وجميل الرّضا ... في هذه الدّنيا وفى الآخره
وأنشدنى، قال: أنشدنى هبه’ الله بن على النيلى لنفسه في الإنقطاع إلى الله عّز وجل:
[من الوافر]
إلهى ليس لى جلد فاقوى ... على نار الجحيم ولا أطيق
وإلا تعف عنّى او تجرنى .. فإنى بحار ردى غريق
وقوله في الاعتبار والتسليم لله تعالى: [من الرمل]
ليس بالدّائم بؤس وترح ... لا ولا يبقى نعيم وفرح