للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى سنة ست وتسعين وخمسمائة وأعتقه. فكانت حرفته النسخ، فكتب بيده فى مدَّة سبع سنين ثلاثمائة مجلد.

ثم عاود صلح مولاه، وسافر إلى أن [توفى] مولاه فى سنة ستٌّ وستمائة. وانفرد بنفسه وسافر إلى بلاد خراسان، ثم رجع إلى ديار مصر والشام، ولقى مشايخها وعلماءها، وشاهد أدباءها وفضلاءها، وجالس صدورها وكبراءها، وأخذ عنهم الآداب الكثيرة، واستفاد منهم الفوائد الغزيرة.

ثم نزل حلب وسكنها إلى أن توفى بها فى العشرين من شهر رمضان سنة ستُّ وعشرين وستمائة. وكان مولده – فيما ذكره – سنة أربع أو خمس وسبعين وخمسمائة لا زيادة على ذلك.

وألَّف كتباً منها، كتاب " معجم البلدان " أجاد تأليفه، وكتاب " معجم أئمة الأدب " لم يقّصر فى جمعه، وكتاب " معجم الشعراء "، وكتاب " ضرورات الشعر"، وكتاب / ١٧١ أ/

"مختصر تاريخ بغداد " لأبى بكر الخطيب البغدادى، وكتاب " منتخب كتاب الأغانى "، وكتاب فى " النسب "، وكتاب " الأبنية "، وكتاب " مختصر معجم البلدان " على غير ذلك الترتيب الذى رتبه، وإلى غير ذلك من التأليفات.

وكان ضنيناً بما يجمعه لا يحب إطلاع أحد على ما يؤلف، شديد الحرص عليه، لا يفيد

لمخلوق فائدة البتَّة. وكان ربما سئل عن شىًء وهو به عارف لم يجب عنه شحاً وجفاء

طبعٍ هكذا كانت شيمته مع الناس. وخلَّف كتباً وأوصى أن توقف ببغداد بدرب دينار بمسجد

الشريف الزيدى.

شاهدته بالموصل، وهو كهل أشقر أحمر اللون، أزرق العينين. وكانت بينه وبين أخى

صداقة وأنس تام، واقتضيته شيئاً من شعره، فأجاب إلى ذلك وجعل يماطلنى ويعدنى هكذا

مدة من الزمان. ثم سافر إلى بلاد الشام، فما عدت رأيته بعد ذلك.

أنشدنى الصاحب الوزير / ١٧١ ب/ شرف الدين أبو البركات المستوفى الإربلى بها- رحمه الله تعالى – فى سنة خمس وعشرين وستمائة، قال: أنشدنى أبو عبد الله ياقوت لنفسه فى غلام يرمى بالنشاب: [من الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>