للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنفسى ظبى مرَّبى فى القلاقل ... فخلَّفنى حلف البلا والبلابل

تناهبه الرَّاؤون من حسن وجهه ... فما ناظر إلَّا به بالبلابل

رشًا من بنى الأتراك إمَّا نسبته ... ... كنسبة عينيه إلى سحر بابل

تزايد وجدى من تناقص وده ... وفرط غرامى من غريم مماطل

يوسِّع عذرى فيه ضيق بجفنه ... ويوهى قوى صبرى بحسن الشَّمائل

يضحِّى الورى بالبدن فى عيد نحرهم ... واضحى يضحِّى بالكمى الحلاحل

ونقلب من خطه قوله ما كتبه إلى بعض أصدقائه: [من السريع]

عبيدك الدَّاعى اتى قاصداً ... إلى قضاء الفرض والنَّفل

/١٧٣ أ/ من خدمة يخدمه كلٌّ من ... يمشى بحزن الأرض او سهل

ورام تقبيل يديك الَّتى ... بها عرفنا صورة العدل

وينثنى بعد الثَّنا والدٌّعا ... مستحقباً من فضلك الجزل

فى موطن التوحيد مكنونه ... طوراً وطوراً موضع الكحل

فحال من دونكم اسود ... فى لونه والقول والفعل

فها انا مذ ذاك حيرة ... مدلَّه التًّمييز والعقل

غيظاً يميت القلب تذكارهً ... من فعل هذا الأسود النَّذل

لم يحجبوا وفد العطايا فلم ... يحجب من يرغب فى الفضل

فظلت فيه مفكراً واجماً ... حتى انجلى عنِّى عمى الجهل

لمًّا بدا لى أنَّ اوصافه ... مأخوذة من صفة القفل

وقال لى القلب: إذا كنت من ... اهل الحجى والفهم والنٌّبل

فلا ترع لابدَّ للمجتنى ... شهد العلا من إبر النَّحل

وقوله وهو مقيم بمرو من بلاد خراسان: [من الكامل]

/١٧٣ ب/ اضحى يضِّيق فسحة الأمل ... ما مرَّ من عمرى بلا نفع

ما عنَّ لى غرض فاقصده ... إلَّا انتحاه الدَّهر بالمنع

يدنى لى الآمال يهزا بى ... حتَّى أمدَّ لأخذها ضبعى

ولَّت تقول: اما عقلت اما ... تالله اشعب الطَّبع

يا قلب ضاق العمر عن امل ... واتاك شيب الرَّأس بالرَّدع

<<  <  ج: ص:  >  >>