للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/١٨٥ ب/ فهو السَّليم بوجده فلذا إذا ... هبَّ النَّسيم كأنَّه راقيه

رقَّ العدول لحاله من سقمه ... وبكي وحسبك عاذل يبكيه

آس إذا هبَّ النَّسيم من الحمي ... هيهات عزَّ من الأسي آسيه

ومهفهف عبث الصَّبا بقوامه ... ما فيه من عيب لمستجليه

سكرت لواحظه بخمر السَّحر من ... فتراتها ودلاله ساقيه

سلًّت سيوف التَّيه من إعراضه ... لحظاته فمحبُّة في التَّيه

يا بدر إن طال المطال فعد علي ... بعد البعاد تحيَّة تحييه

أين المفر ولا مفر لعاشق ... حكمت عليه يد السَّقام وفيه

قال: وأنشدني لنفسه إملاء: [من الخفيف]

أيُّ شيء أحلي من الحبِّ جهراً ... لذَّة العشق أن تهتَّك ستراً

رحم الله من وش بي فإنِّي ... استلذُّ الهوي وإن كان مرَّاً

ليت شعري ماذا تقول وشاتي ... أنا مغري بحبِّهم أنا مغري

وإذا ما الحبيب كان علي الحـ ... ـبِّ معيناً لم تخش زيداً وعمراً

/١٨٦ أ/ وحياة الهوي وحقِّ زمان الـ ... ـوصل والجاريات يسراً وعسراً

لو اطقت المزيد في الحبِّ لازدد ... ت ولكنني تحمَّلت وقراً

يا مني النَّفس يا نهاية آما ... لي بمن قد كسا جفونك سحراً

بالَّذي صان ذا الجمال عن الرَّيـ ... ـبه بالطَّائفين شعثاً وغبراً

لا تدع مهجتي تذوب من الشو ... ق غراماً فأنت بالحال أدري

ففؤادي من التهاجر مفؤو ... دو عيناي بعد بعدك سهري

لست من يستطيع صبراً علي البـ ... ـين من ذا يطيق للبين صبراً

قال: وأنشدني أيضاً لنفسه: [من مجزوء الطويل]

الذُّ الهوي ما ذلَّ فيه عزيزه ... واقتله للعاشقين غريزه

وافتكه طرف كحيل إذا رنا ... تبلبل الباب البرايا رموزه

<<  <  ج: ص:  >  >>