للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وأنشدني لنفسه إرتجالاً: [من مجزوء الوافر]

فديتك كفَّ عن ظلمي ... ففي الأيَّام معتبر

جني طرفي علي قلبي ... فكان جزاءه السَّهر

[٩١٢]

٨/ ١٨٦ ب/ يحيي بن إسماعيل بن موسى بن إبراهيم بن منصور بن العاص، أبو زكريا الموصلي.

المذكور والده في الجزء الأول من الكتاب.

أخبرني أنه ولد في الليلة المسفرة عن صباح يوم الجمعة سلخ جمادى الآخرة سنة ستمائة بالموصل؛ وهو شاب ذو نوادر ومضحاكات ومفكاهةٍ ومداعباتٍ وأزجالٍ وموشحات، وأشعار في الزكالش هزليات.

غلب عله نوع المداعبة والهزل فشهر به، واستمر ني نهجه وله معرفة بأحوال الساسانيَّة، وكلام أهل التلاَّريَّة، ومقالات المنجمين والطرقيّة. وعنده قحة في مخاطباته وقلة حياء ومصادفة وجرأة في الكلام الرديء الفاحش؛ إلاَّ إن فيه ذكاءً وله طبع في الشعر.

ومما أنشدني لنفسه يمدح بدر الدين لؤلؤ بن عبد الله - صاحب الموصل - ويذكر الخلعة التى جاءته من أمير المؤمنين الإمام المستنصر بالله أبي جعفر المنصور بن محمد، /١٨٧ أ/ والسيف والسِّنجق، وأن يخطب له على المنبر ويضرب الدينار باسمة ومؤازرته ومعاضدته له: [من البسيط]

الحمد لله نال السُّول طالبه ... وقام في المنبر البدريِّ خاطبه

وأشرقت غرَّة الدُّنيا وابتهج الـ ... ـملك المؤَّبد واهتزَّت مناكبه

وشرِّف السِّنجق الميمون حين غذا ... تلوي علي ملك الدُّنيا عصائبه

<<  <  ج: ص:  >  >>