للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مهما اكتحلت بخدِّه وعذاره ... لم تلق إلَّا عسجدًا وزمرُّدا

أضحى الجمال بأسره في أسره ... فلأجل ذاك على القلوب استحوذا

وأتى العذول يلومني من بعد ما ... أخذ الغرام على فيه مأخذا

والله لا خطر السُّلو بخاطري ... ما دمت في قيد الحياة ولا إذا

إن عشت عشت على هواه وإن أمت ... وجدًا به وصبابًة يا حبَّذا

إني ليعجبني تلافي في الهوى ... يلذُّ لي ما قدت لقيت من الأذى

لا أرعوي لا أنتهى لا أنثني ... عن حبِّه فليهذ فيه من هذى

وأنشدني لنفسه ما كتبه إلى بهاء الدين أبي الفضل زهير بن محمد الكاتب يستهدي منه درج كاغد وقليلًا من المداد: [من المنسرح]

أفلست يا سيِّدي من الورق ... فانعم بدرج [كعرضك اليقق]

/٩ أ/ وإن أتاه المداد مقترنًا ... فمرحبًا بالخدود والحدق

وأنشدني لنفسه حين سمع عن الملك الناصر صلاح الدين داود بن عيسى بن أبي بكر بن أيوب، قد أخرج الفرنج من البيت المقدس وأزالهم عنه، وصار بيد المسلمين –حمى الله حوزته- وذكر أنه عمل هذه الأبيات ارتجالًا: [من السريع]

المسجد الأقصى له عادةٌ ... سارت فصارت مثلًا سائر

إذا غدا للكفر مستوطنًا ... أن يبعث الله له ناصرا

فناصرٌ ظهَّره أوَّلًا ... وناصرٌ طهَّره آخره

وأنشدني له أيضًا في الملك الناصر صلاح الدين داود: [من الطويل]

ولو لم يكن في وجهتي غير أنَّني ... لثمت يمين النَّاصر بن المعظَّم

<<  <  ج: ص:  >  >>