كبدٌ يفيض نجيعها من أدمعي ... حتَّى كأنِّي من جفوني أرعف
ووحقِّه لم يبق في بقيةٌ ... ولقلَّما يبقى الكئيب المذنف
وأراه لا يزداد إلَّا قسوةً ... يا ويح من يشكو لمن لا ينصف
وأرى الخضوع يلذُّ لي في حبِّه ... وسجيَّتي تأبى الخضوع وتأنف
وإذا سمعت بعاشق متعفِّف ... فأعلم بأنِّي العاشق المتعفِّف
/١٠ ب/ وقال أيضًا: [من مجزوء الرجز]
إن كنت ذا مقدرة ... حقًا فزد في أجلك
مالك شيءٌ غير مًا ... قدَّمته من عملك
وقوله: [من الطويل]
أسرب المها لا حبَّذا أنت من سرب ... فما فيك من حظٍّ لعيني ولا قلبي
ويا حبَّذا سربٌ إذا سار بي الهوى ... إليه التقاني بالبشاشة والرُّحب
وأنزلني فوق المنازل رفعًة ... لأنَّ مكاني منه في الطَّرف والقلب
وربَّ غزال فيه يهوى تغزُّلي ... فبات أسيري وهو يفتك بالغلب
وسمراء كالسَّمراء بتُّ ضجيعها ... تزيَّت بزيِّ التَّرك وهو من العرب
سقتني إجلالًا حميُّا رضابها ... ولم ترض لي شرب الحليب من النُّغب
وقالت أجل عينيك في ورد وجنتي ... فحمرته تلهيك عن خضر العشب
كريمة حي تبذل النَّفس في الهوى ... فلا شيء أحلى من مكارمه الحبٍّ
تقول وقد أوجست خيفة أهلها ... رويدك لا تحفل بأهلي ولا صحبي
وقال أيضًا: [من الطويل]
/١١ أ/ صبا وهو غربيب الذَّوائب ما صبا ... ووفَّى التَّصابي حقَّه زمن الصَّبا
فأنِّي وقد لا المشيب بفوده ... فأهلًا وسهلًا بالمشيب ومرحبا