ولم يبق إلَّا أن ينيب ويرعوي ... ويعرض عن ليلى ويهجر زينبا
وفي النَّفس منِّي صبوةٌ بعد ذا وذا ... إذا اعترضت يهلكن ماد تطربا
ولم أنس لمًّا زارني من أحبُّه ... نهاراً جهارًا والظُّبا تقرع الظُّبا
وما زارني ليلًا كما زار في الدُّجى ... حبيب زهير خائفًا مترقبًا
وما زاره حتَّى رأى النَّاس نوَّماً ... وراقب ضوء البدر حتَّى تغيَّبا
فبادرت إجلالًا الثم الثَّرى ... وأبسط خدِّي في التُّراب تأدبا
وقلت له: تفديك نفسي وأسرتي ... تغيَّب من أجلي فأبدى تعجبُّا
وقال: على رأسي أزورك صاغرًا ... إذا لم يكن إلَّا الأسنَّة مركبا
وعاطيته الصَّهباء حتَّى انثنى ... وماد كغصن البان مالت به الصَّبا
فنادمت بستانًا وغازلت جؤذرًا ... وعانقت أملودًا وقبَّلت كوكبا
وتمَّ لنا ما لا سمعت بمثله ... وقضيته يومًا من العمر مذهبا
سلامٌ على ذاك الزَّمان الَّذي مضى ... وسقيًا لهاتيك المعالم والرُّبى
/١١ ب/ وقال أيضًا: [من المديد]
يا ملاذ المستجير به ... لا تؤاخذني بما سلفا
وأعف عنِّي عفو متقدر ... أنا عبدٌ مذنبٌ وكفى
وقوله: [من الطويل]
خذوا حذركم من طرفها فهو ساحر ... وليس بناج من دهته المحاجر
فإن العيون السُّود فهي فواترٌ ... تفلُّ السُّيوف البيض وهي بواتر
ولا تخدعوا من رقَّة في كلامها ... فإنَّ الحميَّا للعقول تخامر
منعمةٌ لوصافح الورد خدَّها ... بكت وجرت من مقلتيها بوادر
من القاصرات الطَّرف غارت لحسنها ... ضرائرها والنَّيِّرات الغرائر
فلو في الكرى مرًّ النَّسيم بطيفها ... سرى لبدا من طيبها وهو عاطر
قلائدها تشكو الظما ووشاحها ... وإن شرقت في معصميها الأساور