للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الخلق نذرٌ صوم يومٍ مبشِّرٍ ... ببرئك لكن ما عليه صيام

لأنَّ بذاك اليوم عيدًا متابعًا ... لعيدٍ وصوم العيد قيل حرام

وأنشدني لنفسه من قصيدة مطوَّلة الموقظة، أنشأها تنبيهًا فيمن يدّعي الفضائل والآداب ويتعاطى العلوم وهو صفرٌ منها وهي تزيد على مائتي بيت تتضمَّن آدابًا وفضلًا ومقاصد حسنةً: [من الرجز]

يا معشر الحكَّام بالعدل احكموا ... ولا تميلوا مع من يميِّلوا

كم بين من يعمل شعرًا خالصًا ... من تهمة وبين من لا يعمل

وأين من حرمة حبرٍ فاضلٍ ... في درجات الفضل لا يفضَّل

/٣٧ أ/ مالي أرى الشَّعر الجميل والَّذي ... ينشؤه في المدَّعين يجمل

لم أر إلَّا قائلًا مدَّعيًا ... ما ليس فيه قوله تقوُّل

ولم أجد إلَّا هذا منتحلٍ ... وهو يظنُّ غيره ينتحل

وربما قال: اسألوا وامتحنوا ... وهو بعيد الرُّشد عمَّا يسئل

لكنَّه يشغل من يجهله ... وعنده من كلِّ فضل شغل

يغمز أو يهمز أو يلمز أو ... يضحك في جلَّاسه أو يهزل

يعني بأن عنده فضائلًا ... والكلب منه في المعاني أفضل

كم مدَّع ما ليس فيه وله ... معنِّف في قوله معطِّل

ووجهه لا يلتوي وميله لا يستوي وطرفه لا يخجل

وهذه قبائحٌ لو أنَّها في أمَّةٍ ... ضاقت عليها السُّبل

وكتب إلى بعض الرؤساء يستنجز منه وعدًا وقد عزم على السفر: [من البسيط]

إعلم وأنت لعمري خير من علما ... يا ابن الأكارم أنَّ البرد قد هجما

وأنَّ يوم الخميس المستحبُّ به ... عزم المسافر والمملوك قد عزما

/٣٧ ب/ وقال في أهل حلب: [من الطويل]

بنو حلبٍ ظنُّوا اللِّباس رياسةً ... وليسوا وإن عدُّوا من الرُّؤساء

<<  <  ج: ص:  >  >>