فإن عاش قال النَّاس سهمٌ مفوَّقٌ ... وإن مات قال النَّاس شرٌّ مدفَّع
وإن زال عنه عزُّه في حياته ... سيعلم ما يجري له وسيسمع
وأنشدني لنفسه: [من مخلّع البسيط]
ما لي إذا قلت ألف خيرٍ ... للنَّاس في النَّاس أهملوه
وإن أتت غلطةٌ بشرً ... منِّي لهم قيل حاربوه
فليحذر المرء كلَّ خلٍّ ... له ولو أنَّه أبوه
وأنشدني في قوله: [من المتقارب]
تجنَّب بسرِّك أهل الصَّفا ... على كلُّ حالٍ وأهل الكدر
فإن أنت أخبرت بالسِّرِّ عنك ... أضعت الصَّواب وشاع الخبر
وأنشدني لنفسه في المعنى: [من المتقارب]
/٣٦ أ/ على السِّرِّ منك رقيبٌ عتيدٌ ... فباشر بسرِّك غير البشر
فما السِّرُّ إلَّا كنفع اللَّبيب ... فمن فارق النَّفع لاقى الضَّرر
وأنشدني لنفسه: [من الطويل]
كتبت إليكم بالحنين كتابا ... وعتابتكم فيما وجدت عتابا
جوابي لكم شوقي إليكم ولا أرى ... سوى الشَّوق والوجد القديم جوابا
أتوب إليكم من سلوِّي لحبكم ... ومن كظَّه الشَّوق المبرِّح تابا
ومن خاب من عند الأحبة حظُّه ... بكى حظَّه إذ زلَّ عنه وخابا
وحقِّ الهوى لا غاب عن خاطري لكم ... خيالٌ فهل منكم خيالي غابا
وهل قد غضبتم قاطعين رسولكم ... عن المرتجى منكم رسول غضابا
أجبنا رضاكم واستمعنا نداكم ... فكيف نسيتم من دعي فأجابا
وكيف رضيتم في الهوى بعقابه ... ولم يرج في حفظ العهود عقابا
وأنشدني وقد سمع قول بعض الشعراء: [من الخفيف]
نذر النَّاس يوم برئك صومًا ... غير أنِّي وحدي نذرت الفط
/٣٦ ب/ عالمًا أنَّ ذلك اليوم عيدي ... لا أرى صومه وإن كان نذرا
فأخذ المعنى وقال أنشدنيه: [من الطويل]