يبكي فيكتب دمعه ما قولكم ... فيمن يموت وما دناه مراده
يشجو الحمام إذا بكى حتَّى إذا ... أفنى الدُّموع بكت له عوَّاده
كلف الفؤاد بحبِّ من هجرانه ... أحزانه وأمانه أعياده
وفساده في الحبِّ عين صلاحه ... وصلاحه إن حاد عنه فساده
يا من رمى سهمًا فما أخطا الحمى ... لجَّ الظما قصد اللمى ورَّاده
صبي أبى سيفي نبا مهي كبا ... جسمي هبا يا من سبا ترداده
وأنشدني أيضًا لنفسه ممّا أملاه عليَّ من لفظه وحفظه: [من الوافر]
/٣٥ أ/ سمحنا بالقريض ولم نصافح ... بكفِّ قريضنا كفِّ انتصاف
ولكن حبُّنا للفضل يحدو ... خواطرنا على جمع القوافي
فلو علم القريض لمن يلاقي ... بحكمته لآذن بانصراف
ولو عرف النَّدى للشِّعر حقًّا ... عليه جاءه عريان حافي
ولو رمنا صفاء الشِّعر منَّا ... بقدر الجود لم نظفر بصافي
وأنشدني أيضًا قوله: [من المنسرح]
ليس على الشَّاعر البليغ سوى ... جهاده في صواب ما نظما
وما عليه بأن يحدَّ له ... أهلًا وهذا لا يلزم الحكما
قد يقطف الينع غير غارسه ... وقد يظلُّ الغراس محترما
ويضرب الدُّرُّ بالكساد وقد ... ينفق بعر الجمال مغتنما
والجود خبر الممدوح لا خبر الـ ... ـمادح والنَّاس فطنةٌ وعمى
هذا له درهمٌ وذاك له ... ألفٌ وهذا لا يعرف النِّعما
والأمر لله لا لنا وله الـ ... ـحكم علينا يجري بما حكما
وأنشدني لنفسه: [من المديد]
/٣٥ ب/ أطلقت بابًا لقصَّاد النَّدى فأتوا ... يبغونه فلقوا في الباب حجابا
فكابدوا فاصرف الحجَّاب وادع بهم ... ليعذب الجود أو لا فامنع البابا
وأنشدني له أيضًا: [من الطويل]
كفى الرَّجل المخدوم خيفة شرِّه ... بأنَّ له شرًّا يخاف ويجزع