يحيى بن محمَّد بن عبد الله بن محمَّدٍ، أبو زكريا الكنَّري وقيل الكنَّاري.
- وكنَّر بكسر الكاف وتشديد النون آخرها راءٌ مهملة- قرية كبيرةٌ من قرى دجيل من أعمال بغداد.
أخبرني أنَّه ولد بها في ذي القعدة سنة اثنتين وستين وخمسمائة. وتوفي بنصيبين في شوال سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
كان شاعرًا ضريرًا لسنًا، غزير الشعر متصرفًا فيه، ذا نفس قوي في نظمه، واقتدارٍ شديدٍ في إنشائه، وخاطر سريع في البيدهة والإرتجال، يحفظ جلَّ أشعاره، ويوردها عن قلبه، ولم يتوقف في إيرادها.
وكان رديء اللسان قبيحه، مشوَّه المنظر، أفطس الأنف، هجاءً كثير الوقيعة في أعراض الناس، يتعاطى الكفريات في شعره. وشهر بقلَّة الدين، وفساد الإعتقاد- سامحه الله تعالى-.
رحل إلى الملوك واسترفدهم بشعره ولم يزل يضرب في البلاد ويتجولها ويرتزق من أكابرها وصدورها. وكان أكثر مقامه بالموصل، يصنع الحصر /٣٤ ب/ بيده، وكتبت عنه من شعره بالموصل وإربل جملةً.
ومما أنشدني لنفسه من قصيدة أوّلها:[من الكامل]
حسب المحبِّ غرامه وسهاده ... تبكي عليه لما به حسَّاده