/٣٣ أ/ من ذا يضاهيه وليس كمثله ... في علمه أو حكمه أو زهده
من طلَّق الدُّنيا ثلاثًا غيره ... حتَّى غدت مرفوضةً من عنده
صام الهجير ولم يزل بصلاته ... يفني لياليه الطِّوال وورده
عبد الإله موافقًا لمحمَّدٍ ... والغير في العمياء ساحب برده
لم يتَّخذ صنمًا إلهًا دهره ... حاشاه ليس الشِّرك عقدة شدِّه
صه أيُّها الشَّاني وسل عن حيدرٍ ... وفعاله في بدره أو أحدخ
كم بحر حرب خاض فيه ولم يخف ... من جزر بحر الحرب أو من مدِّه
ولكم أراق دمًا وفرَّق جحفلًا ... وأذاق صنديدًا مرارة فقده
آيأته مشهورةٌ كالسَّيف لا ... يخفى إذا جرَّدته من غمده
أو ما سمعت بقلع باب خيابرٍ ... إذ هزَّه هزًّا وسرعة هدِّه
كم للوليِّ المرتضى من معجزٍ ... ضربت به الأمثال عنه بجدِّه
يحيى النظام عبيده ما يأتلي ... رطب اللِّسان بمدحه وبحمده
يرجو بذاك شفاعةً منه غدًا ... تنجيه من برق العذاب ورعده
وأنشدني لنفسه: [من الطويل]
/٣٣ ب/ وما كلُّ ما تبغيه نفس مؤمَّلٍ ... ينال ولا ما تكره النَّفس يدفع
ليعلم أنَّ الأمر لله وحده ... وليس سواه من يضرُّ وينفع
وأنشدني لنفسه: [من الخفيف]
إكتساب الثَّناء خيرٌ من الما ... ل فحصِّل شكر الورى واكتسبه
وأمر النَّاس بالتُّقى واتَّبعه ... وانه عن منكر الهوى واجتنبه
وأنشدني لنفسه يمدح القاضي الإمام العالم الفاضل محيي الدين أبا حامد محمد بن محمد بن عبد الله بن الشهرزوري- رحمه الله تعالى- بالموصل:
[من السريع]
مولاي محيي الدِّين يا ذا الَّذي ... عمَّ الورى إفضاله الشَّامل
وعدت نفسي منك آمالها ... وعرفك المعروف لي كافل
فخذ ثنائي واغتنم دعوتي ... واسمح بتعجيل الَّذي آمل