واحذر مصاحبة السًّفيه فإنًّه ... لا خير في هزل السَّفيه وجدِّه
وارحم لترحم واعف وأحسن واقتنع ... فالله يا هذا مجازي عبده
والسِّر صنع فكاتم الأسرار لا ... يخشى عتاب صديقه أو ضدِّه
واصنع جميلًا ما استطعت فصانع المعروف ... يبقى ذكره من بعده
وإذا نزلت بدار أحمق داره ... فلربما رقص اللَّبيب لفرده
واعرض عن الجهَّال واهرب منهم ... إنَّ الجهول يهرب خطاه كعمده
واصف الوداد ووال آل محمَّد ... فوليُّهم يجد النجاة برشده
قوم محبَّتهم وصدق ولائهم ... ينجيك من حرِّ الجحيم ووقده
وتقيك شرَّ الزَّمهرير إذا ثوى ... فيه العصاة غدَا وشدَّة برده
/٣٢ ب/ قوم إذا ذكروا يبين بذكرهم ... مبيضُّ وجه المرء من مسودِّه
أو ما ترى الدِّينار يظهر صرفه ... وعياره في حكِّمه أو نقده
هم أرغموا الشِّيطان لمَّا كسَّروا ... الأوثان في قرب المكان وبعده
هم أوضحوا سبل الهدى لمن اتَّقى ... ورجا النَّجا في سعيه أو قصده
يا لائمي في حبِّ حيدر جاهدًا ... بجلاله وبفضله وبمجده
أو ما علمت بأنَّ صنو المصطفى ... خير الورى وأجلُّهم من بعده
حسبي ولاء المرتضى فولاءه ... فخر الوليِّ وأنسه في لحده
أألام في حبِّي إمامًا لم يزل ... جبريل خادمه وخادم ولده
[آخاه أحمد وارتضاه لفاطم ... دون الورى من أهله أو جنده]
مولى فدى روح النبيِّ بنفسه ... وحمى حماه وغيره لم يفده
مولًى رقى كتف الرَّسول فنكَّس الأصنام ... إرغامًا لهم ولندًّه
مولًى أباد المشركين ولم يزل ... في طاعة الرَّحمان بازل جهده
مولًى له الآيات في عزماته ... ما تختفي في حلِّه أو عقده
مولًى يبين ببغضه وولائه ... للمؤمنين شقا امرئ من سعده
فوليُّ حيدر قد هداه إلهه ... وعدوُّه ربُّ العلا لم يهده