للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٩٣٣]

يحيى بن محمَّد بن عمر بن محمَّد بن عليَّ، أبو الفخر بن أبي الفضل الكاتب، الجزريُّ المولد الموصليُّ المنشأ والدار.

ذكر لي أنَّه ولد بالجزيرة العمريَّة سنة إحدى وخمسين/ ٣١ ب/ وخمسمائة. وانتقل إلى الموصل- وهو صغير السنّ- واتخذها دار إقامة. وكان يتولّى بقلعتها كتابة الرقاع والروزات إلى القرى والنواحي، وذلك في أيام نور الدين أتابك رسلان شاه بن مسعود بن مودود صاحبها.

شاهدته بالموصل شيخًا كبيرًا في جمادي الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، شيعي المذهب، له ديوان شعر استفرغ أكثره في مديح أهل البيت- صلوات الله عليهم وسلامه، لقَّبه بـ "الكواكب المنيرة في المناقب الخطيرة"، وأنشأ تسعًا وعشرين خطبةً على توالي حروف المعجم.

ومما أنشدي لنفسه وأملاه على يمدح الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- صلوات الله عليه وسلامه: -[من الكامل]

قل للرقيب وفي الحبيب بوعده ... حتَّى يموت بدائه وبوجده

ملَّ الملال ولمَّ شمل محبِّه ... ونفي الجفا ورفا ممزَّق ودِّه

لولا بنفسج عارضيه ونرجس ... في مقلتيه ووردة في خدِّه

وعذوبة في خندريس رضابه ... المروي لراشفه ولذَّة شهده

ولباقة في مشيه ولطافة ... في نطقه وتعدل في قدِّه

/٣٢ أ/ ما كنت محسودًا عليه فليمت ... كمدا حسودي قد حظيت برفده

ومنها قوله:

فاصبر على مضض الحسود وكيده ... فبصبرك المنجي يموت بجهده

وإذا ابتليت بجار سوء فارتجل ... عنه وشيكًا وانتقل من عنده

وإذا نطقت زن الكلام محاذرًا ... مر الجواب وخائفًا من ردِّه

<<  <  ج: ص:  >  >>