للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٩٣٢]

يحيى بن محمَّد بن مختار، أبو الحسين المصريُّ

هو أخو جعفر الذي سبق ذكره، ويعرف بابن شمس الخلافة.

كان شاعرًا متأدبًا له عدة قصائد مدح بها الملك العادل سيف الدين أبا بكر محمد بن أيوب بن شاذي- رحمه الله تعالى.

ومن شعره يقول: [من الطويل]

تقول وقد ودَّعتها ودموعها ... تسحُّ ونيران الحشا تتضرَّم

خليلي إذا شطَّت بك الدَّار لا تدع ... تحيَّتنا إنَّا لها نتنسَّم

فقلت إذا سلَّمت والبعد بيننا ... على غير ميقات لكم كيف نعلم

فقالت إذا الشَّمس المنيرة أشرقت ... فسلِّم فإنَّا حين تبدو نسلِّم

وقال يمدح: [من البسيط]

/٣١ أ/ يا ليلة ظلَّ فيها النَّجم منتصبًا ... وسط السَّماء وضلَّ النَّوم في بصري

نام الخليُّون والخلاَّن ليلهم ... وبثُّ مغرى برعي الأنجم الزُّهر

كأنَّ لي موعدَا في الصُّبح أرقبه ... بالوصل فالعين من نومي على حذر

ما أطول الليل في عين مسهَّدة ... وأبعد الصُّبح من إنسان منتظر

أخاف إن سمته وصلًا معاجلةً ... تصدُّ عنِّي وتقصيني عن النَّظر

فأمسك النَّفس صبرًا كي تلين علي ... التَّدريج والصَّبر مشتق من الصَّبر

قل للنوائب إنِّي قد رميت له ... عنان رقِّي فلا تبقي ولا تذري

وحلِّقي وأسفِّي واهجري وصلي ... أو خالفي أو أطيعي واعدلي وجري

ومنها في المديح:

يا من نداه حياة العالمين كما ... ندى السَّحاب حياة الرُّوض والزَّهر

أسلم لنا وابق عمر الدَّهر في رغد ... فأنت منه مكان السَّمع والبصر

<<  <  ج: ص:  >  >>